«بنسون»، «سونيك»، «كوروك»، «هايو»، «ماشا»، «كولونيي كوافار»، و«رونيز».. تلك أسماء غربية لمسميات مغربية أصيلة.. تشير إلى مقاولات مغربية تبدع في صناعة الأحذية الفاخرة في سوق عالمية تعرف سباقا محموما بين ماركات ذات باع في هذا الميدان من أجل كسب ود زبناء تقاذف أذواقهم اتجاهات الموضة، التي لا يكل رعاتها من البحث عن أنماط تتيح لهم الصمود في سوق دائمة التحول.. في معرض الأحذية الأهم في العالم بميلانو «ميكام شوف إفنت» الذي افتتح يوم الأحد الماضي واختتم أمس الأربعاء، شاركت شركات الأحذية المغربية برعاية من «مغرب تصدير» والفيدرالية المغربية لصناعة الجلد، بتشكيلات جديدة بذل في صناعتها الكثير من الإبداع، الذي ينم عن الخبرة الكبيرة التي تراكمت لدى الفاعلين في هذا القطاع في المغرب. ذلك معرض تحرص الشركات المغربية العاملة في تصدير الأحذية على التواجد فيه، فهو يتيح لها الوقوف على آخر المستجدات في عالم صناعة الأحذية، غير أنها لا تكتفي بتسجيل الحضور في المعرض، بل تسعى إلى توسيع دائرة زبنائها في جميع أنحاء العالم، و استطاعت أن تجد لها مكانا في هذا المعرض بعد سنوات من الصد من قبل منظميه، الذين كانوا يرون في المصنعين المغاربة منافسين لا يجب إغفالهم. تلك شركات تتمتع بخبرة كبيرة، تأتت لها من ارتيادها لهذا المجال منذ عقود كثيرة، فبعض الشركات مثل بنسون وسونيك، ذات الطابع العائلي، يتوارث الأبناء عن الآباء سر «الصنعة»، حيث استطاعت تلك الشركات أن تنتقل بالكثير من الصبر والإبداع إلى مرحلة توفير منتوج منتهي الصنع، يحمل علاماتها الخاصة، وتنتقل في غزو الأسواق الخارجية، غير آبهة بالمنافسة الكبيرة الآتية من إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وتركيا.. معتمدة في سوق الأخذية الفاخرة على تقديم تشكيلات جديدة ومتجددة. الساهرون على تلك الشركات يتحدثون عن تلك الحرفة بالكثير من الحب، لم تلههم الآلات التي تسعفهم في إنجاز عملهم، عن الاحتفاء بالعمل اليدوي الذي يتيح لهم إضفاء الكثير من الإتقان على ما يطرحونه في السوق، وهم يبدون الكثير من الثقة في مستقبل تلك الحرفة، متكئين في ذلك على الخبرة التي تأتت لهم، ولا يبخلون في بذل الكثير من الاستثمارات في سبيل الاستعانة بالمصممين المغاربة منهم والأجانب، والسعي الحثيث إلى مواصلة تكوين العاملين لديهم، كي يطلعوا على آخر المستجدات في ذلك القطاع دائم التحول. يبدون الكثير من الإصرار على السعي إلى مواصلة تدعيم حضورهم في الأسواق التي يتواجدون بها، والسعي إلى غزو أسواق جديدة، وهذا سيرفع عائدات صادرات الأحذية، التي تصل حاليا، حسب الفيدرالية المغربية لصناعات الجلد، إلى 3 ملايير درهم، غير أنهم يتطلعون إلى التوفر على رؤية واضحة لمستقبل القطاع، خاصة أن أسعار المواد الأولية ما فتئت ترتفع في الأشهر الأخيرة، حيث تراوحت تلك الارتفاعات حسب بعض المهنيين المشاركين في المعرض بين 10 و50 في المائة، مما يؤثر على تنافسية المنتوج المغربي الموجه للتصدير. لكن تنافسية الأحذية المغربية في السوق الخارجية، رهينة بتوفير المادة الأولية، حيث يركز المهنيون أكثر على الجلود، التي يفترض أن يتم الحرص على جودتها في جميع مراحل الإعداد من السلخ في المجازر وفي عيد الأضحى والمعالجة في المدابغ، ناهيك عن ضرورة التوجه نحو توفير المدخلات الأخرى في المغرب بما يتيح تخفيض تكاليف المصنعين.. تلك انتظارات من بين أخرى، أهمها إخراج المنطقة الصناعية الخاصة بصناعات الجلد إلى حيز الوجود و الإسراع في عملية هيكلة التكوين المهني في القطاع.