رفضت المندوبية الإقليمية للمياه والغابات بالحسيمة إعطاء أي تصريحات صحفية بخصوص اتهامات «استنزاف غابات الأرز» توجهها إلى مصالحها ببلدات الإقليم فعاليات محلية. وتشير المصادر إلى أن «صفقات» ل«تدمير» غابات الأرز ببلدتي كتامة وإساكن تتم بدون أي سند قانوني وفي ظروف يشوبها الكثير من الغموض بين بعض ممثلي المياه والغابات ومسؤولين من السلطة المحلية وبين مقاولين «متخصصين». وذكرت المصادر أن هذه «الصفقات» لا تخضع لأي إعلان أو طلب عروض، وغالبا ما يقوم «المتخصصون» من المقاولين ب«العمل» في أوقات العطل وأطراف الليل حتى لا ينكشف أمرهم مع أجهزة أخرى يفترض أنها تقوم بالمراقبة. وأوردت المصادر أن آخر «صفقة» من هذا النوع تعود إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس إلى بلدة تارجيستبالحسيمة نهاية شهر يوليوز الماضي. وأفادت بأن مسؤولين من المياه والغابات وبتواطؤ مع ممثلين عن وزارة الداخلية استغلوا انشغال كل الفعاليات المحلية بالزيارة الملكية لتمرير «صفقة» سرية ل«اجتثاث» غابة أرز دوار تاملوكيت، داعية والي الجهة، الذي سبق له أن اتهم بعض أطر المندوبية السامية للمياه والغابات بتدمير الغابة بالمنطقة، إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، مع تفعيل توصياتها. وكان والي جهة تازةالحسيمة تاونات قد سبق له أن شكل لجنة إقليمية كلفت بإعداد تقرير حول «استنزاف» الغابة بمناطق الحسيمة. وتبعا لنتائج هذا التقرير أطلق المسؤول ذاته اتهامات في وجه عدد من أطر المياه والغابات بالجهة. لكنه لم يتم إلى حد الآن تفعيل مضامين هذا التقرير. وجاءت اللجنة بناء على مقالات صحفية تطرقت إلى صفقات حصلت عليها مقاولات لقطع شجر الأرز بالمنطقة. وتتحدث المصادر عن خروقات شابت الالتزام بدفتر التحملات من قبل هذه المقاولات. وتوقف القطع بصفة رسمية بالغابة، لكنه ما لبث، طبقا للمصادر، أن عاد في شكله «السري» ليهدد غابة من المفترض أن يحرص المغرب على بقائها، على غرار دول أخرى مثل لبنان وكندا. ويعتبر شجر الأرز من الأشجار النادرة على المستوى العالمي، ويصنف ضمن الموروث العالمي الذي يجب الحفاظ عليه. وعلى غرار بلدات الحسيمة، سبق لفعاليات حقوقية بمنطقة خنيفرة أن أعدت تقارير تتحدث عن استنزاف هذه الثروة الغابوية، مشيرة بأصبع الاتهام إلى بعض رجال المياه والغابات. وأسفرت تحريات لجنة مختلطة عن إقرار هذه الاتهامات وإبعاد بعض الموظفين عن هذه الغابة.