ختار محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، انعقاد دورة المجلس الوطني العادية صباح أمس الأحد بالرباط، ليشن هجوما حادا على خصومه السياسيين، وفي مقدمتهم حزب العدالة والتنمية، دون أن يسميه، على خلفية وصفهم «البام» بالحزب الوحيد. وكانت قد ترددت خلال الأسابيع المنصرمة تسمية الحزب الوحيد على لسان أكثر من قيادي حزبي، خاصة من طرف قياديين في حزب العدالة والتنمية، إبان الصراع المحتدم الذي انخرط فيه الأخير ضد الأصالة والمعاصرة، بالأخص منذ اعتقال جامع المعتصم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية. وقال بيد الله، خلال الجلسة الافتتاحية لدورة المجلس الوطني، التي عرفت حضور كل قياديي «البام»، وفي مقدمتهم مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة، «تابعتم جميعا تزايد حملة العداء غير المبرر لتجربتنا الحزبية من قبل بعض الفرقاء، الذين لا يفوتون أي فرصة للنيل مما أنجزناه، والذي يظهر أنه يقلق، وهو ما يفسر حجم العنف اللفظي الذي يرافقها، ومحاولة إقحامنا في قضايا لا علاقة لنا بها، بل تحويل المجال العمومي إلى مشتمة ننزه أنفسنا عن الوقوع فيها». وأضاف «لقد وصلت الهستيريا بأصحاب الفكر الشمولي إلى الدعوة إلى حل الحزب، الأمر الذي يعكس كون أصحابها لم يستوعبوا كون بلادنا دخلت عصر بناء الديمقراطية ودولة القانون حيث الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والضوابط التشريعية الحديثة في فضاء الحريات و الحقوق». وقال بيد الله بخصوص من أسماهم دعاة الفكر الشمولي والداعين الجدد للاستئصال إنهم يكشفون مرة أخرى عن المسافة الشاسعة التي تفصلهم عن الثقافة الديمقراطية ومكونات حقوق الإنسان المبنية على التعددية وصراع الأفكار والبرامج والاحتكام إلى إرادة الموطنين في الاختيار، مشيرا إلى أن حزبه آل على نفسه «عدم الرد على هذه الادعاءات الباطلة والخطابات المضللة، والاستعداء الممنهج، انسجاما مع مبادئنا السياسية ومنطلقاتنا الفكرية ومشروعنا السياسي، بالنظر لما تمثله هذه السلوكات من ردة في الثقافة السياسية والحزبية المغربية، وتراجع عن التطبيع الذي يسم عمل المؤسسات، وإساءة لأخلاق التعامل الفاضل بين الفرقاء، وانحراف عن مكتسبات بلادنا في مجال الحقوق والحريات، وتهديد لرهان إنجاح المشاركة الواسعة للمواطنين في الاستحقاقات المقبلة». وأكد الأمين العام لحزب «البام» أن مرجعية حزبه السياسية غير مستقاة من أي تجربة أو نموذج خارجي، موضحا أنها مستلهمة من حصيلة التراكم الإيجابي لمسار المغرب، وما خلصت إليه الخبرات الوطنية في تقرير الخمسينية وتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وهو «ما يجعل محاولة البعض في التمادي في مقارنات غير موضوعية، أو حشر لمسار الحزب ضمن خانات تاريخية جاهزة، تعد اليوم جزءا من متحف تاريخنا السياسي، يعكس ضعفا في التحليل، وعدم قدرة على مقارعة الحزب في أفكاره ومشاريعه ومبادراته، كما أنه ينم عن عدوانية غريبة و لا مبرر لها». واعتبر الأيمن العام ل«البام» أن تفضيل حزبه «للحوار الهادئ العاقل لا يعني إحساسا بالضعف أو دنو نهاية تجربتنا كما يتشدق بذلك الاستئصاليون الحقيقيون، بل لأنه تحذونا رغبة إلى جانب قوى الصف الديمقراطي بالرقي بممارساتنا السياسية والحزبية». وفيما شكلت الجلسة المغلقة لمجلس الوطني الفرصة للنقاش حول الوضع السياسي في المغرب والإصلاحات خاصة بعد 20محطة فبراير، اعتبر الأمين العام للأصالة والمعاصرة أن البلاد في حاجة إلى «تدعيم المكتسبات والسير نحو المغرب المأمول، بجيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية، مشروطة بعدم طرحها بشكل سياسوي أو انتخابوي، بل يجب أن تكون محط إجماع ومشاركة الجميع وخارج أجندات ضيقة، خاصة ما يتعلق بالإصلاح الدستوري والمؤسساتي».