وضع محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، حدا لمعاناة طلبة كلية الطب والصيدلة في مراكش، بالاستجابة كتابيا لمطالبهم، التي «عجزت» إدارة الجامعة عن حلها. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع والي مراكش بممثلي الطلبة في مقر الولاية، وتعهد امهيدية خلاله كتابيا بحل كل نقط الملف المطلبي لأزيد من 800 طالب، خاصة في ما يتعلق بإلغاء الامتحانات الكتابية السريرية وتحسين ظروف الامتحانات في السلكين الأول والثاني، كما توعد الوالي بالتعجيل ببناء المدرجات وإحداث قاعات للقراءة، إضافة إلى استكمال بناء المستشفى الجامعي لإنجاح مبادرة 3300 طبيب في أفق 2020. كما تعهد الوالي امهيدية بالاستفادة من مجانية التطبيب، على أن تحل مشكلة التأمين والتلقيح بالتعاون مع الوزارة المعنية لاحقا، وهو الأمر الذي جعل الطلبة المعنيين يتساءلون عن عدم استجابة إدارة الجامعة، «التي كان «من المفروض أن تلبي طلباتنا وتحل مشاكلنا، خصوصا وأنها مطالب عادية ومشروعة»، يقول احد الطلبة المتظاهرين ل»المساء». وجاءت استجابة الوالي امهيدية للمطالب سالفة الذكر، بعد المسيرة الاحتجاجية، التي نظمها حوالي 800 طالب في كلية الطب والصيدلة في مراكش، صباح يوم الجمعة الماضي، انطلقت من الكلية في اتجاه رئاسة جامعة القاضي عياض، عبر شارع آسفي، حملوا خلالها نعشا رمزيا على الأكتاف، عبروا من خلاله على حالة «الموت البطيء الذي أضحى يعيشه طبيب الغد». جاءت المسيرة، حسب المنظمين، بعد مجموعة من لقاءات مع المسؤولين عن القطاع، أولها مع عميد كلية الطب والصيدلة في مراكش، تلاه لقاء آخر مع رئاسة جامعة القاضي عياض، ثم لقاء جمع ممثلي الطلبة مع لجنة وزارية جاءت لهذا الغرض، «لكن دون جدوى». وقد اعتبر الطلبة المحتجون الوقفة التي نظموها في الشارع العام «خطوة تحذيرية لمن يهمه الأمر»، رفعت خلالها شعارات منددة بتماطل المسؤولين وبعدم التعامل بواقعية مع ملفهم المطلبي. وأكد بعض المشاركين في المسيرة الاحتجاجية ل»المساء» أنهم عزموا على قضاء عطلة مناسبة عيد المولد النبوي أمام مقر عمادة الكلية، بعدما لم تنفع الوقفات الاحتجاجية التي نظموها أمام الرئاسة والعمادة، في الوقت الذي يخوض أزيد من 700 طالب في كلية الطب والصيدلة في مراكش إضرابا عاما شمل جميع المصالح الاستشفائية والدروس النظرية منذ الاثنين ما قبل الماضي، احتجاجا على ضعف الجودة التعليمية في الكلية واعتماد «سياسة مرتجلة»، من خلال إصدار قرارات فوقية لا تأخذ بعين الاعتبار المصالح العامة لأطباء الغد، فضلا على حالة الاكتظاظ، التي تعرفها مدرجات الكلية، حيث يدرس حوالي 400 طالب في مدرجات تبلغ طاقتها الاستيعابية 120 طالباً فقط، مع العلم أن الوعاء العقاري والميزانية الخاصة لبناء مدرجين إضافيين في الكلية متوفران ولا ينقصهما سوى التفعيل من طرف إدارة الكلية.