سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤول أمني رفيع المستوى حاول الاعتداء على سامي راي حينما حياه باسمه في الكباري بعض المبتدئين يعتبرون الغناء في الملاهي فرصة للتخلص من الارتباك من الخجل أمام الجمهور
بلغة متحسرة، يحكي الفنان الشاب سامي (راي فيزيون) عن معاناته في شق مساره الفني ويروي، بكثير من الألم، الذكريات والأسرار التي لازمت اشتغاله في الملاهي الليلية. فعن هذه التجربة، يقول سامي راي، في تصريح ل«المساء: «يجد الفنان صعوبة في أن يحكي عن تلك التجربة العسيرة، بالنسبة إلي، فقد قضيت سنوات كثيرة متنقلا بين الملاهي الليلية، بشكل غير إرادي، ففي ظل قلة الموارد المالية وانسداد أفق إيصال فنّهم للمستمع أو المشاهد المغربي، يضطر الفنانون، على اختلاف درجاته أو نوع فنهم، إلى ارتياد هذه الملاهي والاشتغال فيها، بشكل دائم أو مؤقت، ولهذا تكون هذه الفضاءات نافذتهم للتواصل مع الجمهور، لاسيما بالنسبة إلى الشباب منهم، والذين يحاولون أن يجدوا لهم «موطأ قدم» في الساحة الفنية الوطنية»... ويواصل سامي راي مسلسل حكيه قائلا: «بصرف النظر عن كل ذلك، فالاشتغال في الملاهي الليلية يمكّن الفنان من التخلص من الارتباك و«الخجل» من الوقوف أمام الجمهور، إلا أن الأهم، في نظري، هو ألا «ينغمس» الفنان في العمل في الملاهي الليلية وينسى نفسه، وأستغلها مناسبة للتأكيد على أنني توقفت عن الاشتغال في هذه الفضاءات بشكل نهائي، للتركيز على الأسلوب الذي يميزني في المجال، كما أنني قررت التركيز على المشاركات الفنية في المهرجانات الوطنية وفي القنوات التلفزيونية»... وعن معاناته في الاشتغال داخل الملاهي الليلية، قال سامي راي: «يجب الإقرار بأن الفنان حينما يشتغل في «الكباريهات»، لا يملك أي قيمة، فأحيانا يبدو كأن الأمر يتعلق ب«حيوان» يجب أن «يُطيع» الزبناء و«يُرضي» صاحب المحل، كما أن الناس، في هذه الفضاءات، يختلفون أحيانا عن طبيعتهم في النهار ويتعاملون مع الفنان بشكل غير لائق على الإطلاق»... ويتابع سامي راي: «إلى جانب المشاكل مع الزبناء، يدخل صاحب الملهى على «خط» المعاناة، إذ يطالب الأخير الفنان بأن يجلب جمهورا خاصا وبأن يكون «ذكيا» ومتحايلا في الحصول على «غرامة»، وأحيانا، يطالبه بأن يجلب فتيات، على اعتبار أن الفنان تكون لديه معجبات يرافقنه إلى كل الفضاءات التي يشتغل فيها، وهو ما يدخل الفنان في منطق وأسلوب «القوادة».. فضلا على ذلك، يمكن الموسيقيين أن يخلقوا مشاكل للفنان، إذا اختلف معهم، عبر تعمُّدهم ارتكاب «أخطاء» إيقاعية (تطياح الميزان) مما يثير قلقا واحتجاجا في القاعة المخصصة للعرض الفني.. وهذا يعرض الفنان لخطر السب والقذف والخطر، بشكل عام»... وفي ما يخص الجوانب المادية، يقول سامي راي: «هناك مشكل كبير، إذ نادرا ما يتجاوز أجر الفنان سقف 400 أو 500 درهم في الليلة الواحدة، مع إمكانية ارتفاع هذا الأجر عبر «لغْرامة»، إذ كلما كان مدخول «لْغرامة» مرتفعا، كلما كان تصيب الفنان مرتفعا، مع الإشارة إلى أن ثلث «لغرامة» يذهب إلى الفنان وثلثه الثاني إلى الفرقة الموسيقية، في وقت يكون الثلث الأخير من «نصيب» صاحب الملهى الليلي»... وحول الطرائف والمشاكل التي حدثت في مساره، يقول سامي راي: «هي طرائف ومشاكل كثيرة مع السكارى، إلا أن حدثا ظل عالقا في ذاكرتي، ففي أحد الأيام، حل ضيوف مهمون، وطالبوني بأن أهدي الأغنية لشخصية أمنية رفيعة المستوى، وهذا ما تم بالفعل، حيث قلت «هذه الأغنية أهديها للشخص الفلاني (ذكر اسم الشخص المقصود)، الذي ثارت ثائرته حينما نطقت اسمه، فحاول الاعتداء علي، قبل أن يتدخل بعض الأشخاص ليهدئوا من روع ذلك الشخص ويعيدوا «الأجواء» إلى سابق «نشاطها»...