تفاجأ المتتبعون لقضية مغتصب القاصرات، الذي مثل صباح أول أمس الخميس أمام محكمة الاستئناف، بإقدام آباء الطفلات اللواتي تعرضن للاغتصاب على التنازل عن حق متابعة الجاني «ن. م.»، الذي وقف أمام القاضي مصفد اليدين، مطأطأ الرأس، وقد أدلى آباء التلميذات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 10 سنوات و13 سنة بوثائق مصادَق عليها يتنازلون فيها عن المتابعة، في جلسة غابت عنها التلميذات (الضحايا)، ولم تتجاوز مدتها أكثر من دقيقة واحدة... ليتم تأجيلها إلى شهر مارس المقبل، من أجل إعداد الدفاع، بعد طلب تقدم به دفاع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي نصّبت نفسها طرفا مدنيا في القضية، في شخص المحامي محمد الغلوسي، الذي أكد ل«المساء» أن تنازل الضحايا يمكن أن تكون له علاقة ب«ظروف ملتبسة»، خاصة أن المتهم اعترف قضائيا بالمنسوب إليه أمام وكيل الملك أثناء مثوله أمامه. وكشف والد الطفلة «كريمة ج.»، إحدى الضحايا، في اتصال مع «المساء»، عن وساطة شخص يدعى «عبد الفتاح»، الذي طلب من والد الضحية التنازل عن المتابعة القضائية ضد الجاني، بعد أن أكد له أن جميع آباء الضحايا قدموا تنازلا للجاني، قبل أن يضيف أن حال ابنته، التي لم يتجاوز عمرها ال11 سنة «بخير». وكانت مصالح الشرطة القضائية في مدينة مراكش قد وضعت حدا لعمليات الاغتصاب، التي كان يقوم بها المدعو «نجيب م.» في منطقة «المواسين» في حق تلميذات وصل عددهن ثمان ضحايا. وقد تفجرت هذه الفضيحة عندما أقدم الجاني، الذي يبلغ من العمر حوالي 35 سنة، على افتضاض بكارة إحدى ضحاياه من التلميذات، مما نتج عنه حمل. وقد انتقلت فرقة من المصلحة الولائية، التابعة للشرطة القضائية في المدينة الحمراء إلى مكان عمل الجاني في أحد البازارت، إثر شكاية تقدمت بها إحدى الفتيات، بعدما كشفت لأسرتها عن حملها من المسمى «نجيب»، حيث ألقت عليه القبض وانتقلت، بعد ذلك، رفقته، إلى أماكن متعددة كانت مسرحا لعمليات اغتصاب سابقة، همّت تلميذات لم تتجاوز أعمارهن 13 سنة. وانتقل أفراد الأمن، الذين كانوا مصحوبين بالموقوف، إلى الدور التي كان يقود إليها التلميذات لاغتصابهن وممارسة الجنس عليهن بطرق مختلفة. وقد تجمع عدد من المواطنين بجانب بعض الدور التي كانت تشهد عمليات الاغتصاب من قبل الجاني، حيث دل هذا الأخير عناصر الأمن على أماكن جرائمه وعلى الطريقة التي كان يستغل بها الفتيات، حيث كان يقتاد بعضهن إلى أماكن بعيدة عن الأنظار، بينما كانت بعض التلميذات يرافقنه دون أن يرغمهن على ذلك.