خرج من منزله في حي «بنديبان» بمدينة طنجة في أواخر مارس من سنة 2003، عائلته لم تكن تعتقد أن خروج ولدها عبد السلام البقالي، الذي يقارب سنُّه الأربعين، هو خروج نحو بلاد العراق. بعد طول غياب، اتصل عبد السلام بشقيقه حمزة، يخبره بأنه معتقل في سجن «أبو غريب» في العراق بعدما حكم عليه بسبع سنوات سجنا نافذا، وأنه سيعمل على التواصل معهم عن طريق الصليب الأحمر الدولي. كيف دخل عبد السلام العراق؟ ولماذا اعتقل؟ وما هي التهمة الموجهة إليه؟ كلها أسئلة ظلت معلقة وبدون جواب لدى أفراد عائلته، الذين يقولون عنه إنه لم ينتم يوما إلى أية جماعة دينية، ولم تكن له علاقة بأطراف سياسية، بل على العكس من ذلك، كان ينتمي إلى إحدى الفرق الرياضية التي تمارس في القسم الوطني الثالث (شباب بنديبان). لم تستطع عائلة المعتقل فك لغز خروج ابنها من المغرب في اتجاه العراق، وحتى مراسلاته التي كان يوجهها إلى أهله، والتي تتوفر «المساء» على نسخ منها، ومكالماته الهاتفية لم تتحدث عن كيفية خروجه، حيث كان يكتفي فقط بطمأنة أهله وبإخبارهم بأنه بخير وأن الفرج قريب.. إلى غير ذلك من الكلام الذي كان يريد من خلاله زرع الأمل في نفوس أهله، خصوصا والدته التي تجتاز ظروفا صحية صعبة بسبب حال ابنها. يقول حمزة البقالي، شقيق المعني، ل«المساء» إن أخاه تعرض لشتى أنواع التعذيب في سجون العراق التي مر بها، مثل سجني «السليمانية» و«بوكا»، قبل أن يستقر به الحال في سجن «أبو غريب»، حيث تلقى ألوانا من التعذيب على أيدي القوات الأمريكية.