كشفت دراسة حديثة للمعهد الطبي للأبحاث في التشيك عن وجود 15 تحذيرا لتفادي إصابة الرجال بالسرطان، لكنها لا تُؤخَذ على محمل الجد، رغم أنها تساعد على الحدّ من المرض عبر الكشف المبكر عنه وتلقي علاج يمكن أن يكون فعالا في القضاء عليه بشكل كامل. وأشارت الدراسة إلى أن لشريكة الحياة الزوجية دورا بارزا في المساعدة على كشف تلك التحذيرات وبعث الاطمئنان في نفس الزوج من أن دخول المستشفى بصفة مريض مصاب بالسرطان في بدايته خيرٌ من دخوله في مرحلة متقدمة لا يمكن تفاديها. وحددت الدراسة 15 تحذيرا يتوجب عدم إهمالها بشكل قطعي، من أبرزها تضخم في الثدي يمكن اكتشافه عبر تمرير كف اليد وتفحص منطقة الصدر بين الحين والآخر، وتظهر بشكل لفة أو كرة صغيرة داخلية لا تحدث معها مضاعفات، مثل ارتفاع في درجة الحرارة أو التعب وكذلك تكرار حدوث آلام مجهولة المصدر يحدث معها ضيق وقلق، وهنا يجب تحديد مصدرها عبر اختبارات يحددها الطبيب، وتغيرات تطرأ على الخصية، يتم اكتشافها أيضا عبر اللمس، مثل زيادة وزن الخصية أو تجمع مفاجئ للسوائل في كيس الصفن. وتصيب هذه الأعراض بشكل كبير الرجال في عمر ال29 إلى 40 عاما ولا ترافقها في البداية أعراض بارزة وتظهر في المراحل المتأخرة بعد الانتشار في ما يسمى الطريق الهارب، عبر مجاري الدم والأوعية اللمفاوية. كما تتضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة بشكل تورمات صغيرة، وهي عبارة عن رد فعل لحالة الْتهاب عبر دفاع الجهاز المناعي للجسم من أجل القضاء على الجرثومة هناك، ويكشف عنها التحليل عبر تحديد نوعها الذي يمكن أن يكون سرطانيا أو اعتياديا يزول بانتهاء الحالة المرضية. ومن الأعراض أيضا الإصابة بحمى تستمر مدة طويلة، مجهولة المنشأ، ترافقها آلام ودرجة حرارة مرتفعة بشكل مزمن تستوجب الفحص الطبي لكشف الأسباب. كما أن فقدان الوزن بشكل تدريجي لا ترافقه حمية محددة، رغم تناول نفس الوجبات، يمكن أن يكون مؤشرا خطيرا في نظام الجسم الداخلي يستدعي إجراء التحليلات والفحوصات عند الطبيب. ويمكن أن تشير آلام في منطقة البطن، ترافقها حالة اكتئاب، إلى بداية الإصابة بسرطان البنكرياس، وهو ما يعرف بالمرض الصامت، حيث لا تظهر أي أعراض توحي بتشكل المرض الذي يشعر معه المريض في المرحلة الثانية بالألم بعد الطعام ويسبب الغثيان وفقدان الشهية، وكذلك التعب المتكرر دون أسباب، وهي حالة تصيب الجميع، تزول مع قضاء فترات نقاهة أو استجمام، لكنْ، في حال تكرار ذلك في فترات الاستراحة، يتطلب الأمر مراجعة الطبيب. كما أن ظهور دم في القيء أو البراز أو البول أو اللعاب يستدعي فورا إجراء الفحوصات الطبية المخبرية. ومن العلامات، أيضا، ظهور بقع بيضاء اللون في الفم، خاصة لدى المدخنين في منطقة الأغشية المخاطية وكذلك تعسر مزمن ومتكرر في عملية التبول، حيث تظهر معه صعوبة يضطر معها إلى الضغط لإخراج البول يمكن أن تكون مؤشرا على سرطان البروستات... ويضاف إلى تلك التحذيرات عسر الهضم، الذي ترافقه عودة الطعام عبر المريء وتقيؤ في بعض الحالات، والذي يمكن أن يكون نوعا من أنواع سرطان المعدة. من جهته، نصح رئيس قسم الأجهزة التحليلية في مستشفى «نافرانتيشكو بيتر دوبيشيك» بعدم إهمال هذه التحذيرات التي يستخف بها كثيرون، مؤكدا ضرورة إجراء الاختبارات الطبية اللازمة مرة كل سنة، خاصة ما بعد الأربعين من العمر، ومرتين سنويا، لمن تجاوز الخمسين. وقال دوبيشيك ل»الجزيرة.نت» إن الأجهزة الحديثة تتوفر اليوم في جميع أنحاء العالم وتتيح الكشف عن أغلب أمراض السرطان، عبر تقنيات تقاطع في المعلومات تظهر في اختبارات الدم والبول، ينتقل بعدها الطبيب المشرف إلى طلب اختبارات أخرى تكشف عن المرض بشفافية وتساعد في العلاج المبكر، الذي يمكن معه الشفاء من السرطان بالكامل.