قرر العشرات من المستشارين الجماعيين في جهة الغرب الشراردة بني احسن تقديم استقالة جماعية من حزب التجمع الوطني للأحرار والالتحاق بحزب الأصالة والمعاصرة. وكشفت المصادر أن ما يفوق 50 مستشارا ينتمون إلى جماعات قروية، تقع بالنفوذ الترابي لإقليمي سيدي قاسم ووزان، انضموا بشكل جماعي إلى «البام»، بعد مرور خمسة أشهر فقط على التحاقهم بالتجمع، وهو ما شكل صفعة قوية لقياديي هذا الأخير، الذين كانوا بصدد ترتيب البيت الداخلي للحزب بالمنطقة، وإعادة هيكلة وتنظيم الحزب جهويا وإقليميا. وساهمت الصراعات، التي نشبت بين أبرز أعضاء حزب مزوار بجماعة مشرع بلقصيري، في مغادرة محمد جسوس، رئيس الجماعة نفسها، للتجمع الوطني للأحرار من أجل الالتحاق بالأصالة والمعاصرة، بعد احتدام الخلاف بينه وبين محمد مهاجر، المنسق الإقليمي لحزب «الحمامة»، وصلت إلى حد التراشق ببيانات شديدة اللهجة، ومثل هذه المعارك الطاحنة هي التي كانت أيضا وراء التحاق ستة منتخبين من الأحرار بحزب جبهة القوى الديمقراطية، حيث كشف مصدر موثوق أن التهامي الخياري، الكاتب الوطني للجبهة، عقد مؤخرا اجتماعا مطولا مع الأعضاء المذكورين المنتمين إلى جماعة سوق ثلاثاء الغرب، وزكى التحاقهم بحزب الزيتونة. وقالت المصادر إن العربي لمحارشي، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، ورئيس المجلس الإقليمي لوزان، لعب دورا بارزا في إقناع مجموعة كبيرة من مستشاري التجمع بالالتحاق ب«التراكتور»، بينهم عبد الرحمان الحرفي، رئيس المجلس الإقليمي لسيدي قاسم، والمهدي السعدي، رئيس جماعة عين الدفالي، إضافة إلى منتخبين من بلدية جرف الملحة والخنيشات وسيدي عمر الحاضي وأحد كورت وجماعة توغيغت والمرابيح، حيث من المنتظر أن ينعقد في الأيام القادمة لقاء موسع للترحيب بالأعضاء الجدد. وتزامن هذا النزوح الجماعي مع اليوم الدراسي الذي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة في القنيطرة، أول أمس، خُصص لتهييء تصور مبني على واقع الممارسة الانتخابية، وحضره أعضاء سابقون بكل من حزب العدالة والتنمية وجبهة القوى الديمقراطية والاستقلال والاتحاد الدستوري والأحرار. وقد أكد عزيز بنعزوز، عضو المجلس الوطني ل«البام»، ورئيس لجنة التنظيم في الحزب نفسه، في كلمة ألقاها في افتتاح هذا النشاط، أن حزب الأصالة والمعاصرة لديه رسالة تنبني على التشاور والإنصات وتشجيع النخب على الممارسة السياسية وإشراكهم في مناقشة القضايا التي تهم الوطن، وقال إن حزبه، وبخلاف باقي الأحزاب التي تطبخ كل شيء في الرباط، متمسك بنهج سياسة القرب بهدف التحضير لإصلاح عقلاني يستجيب لتطلعات المغاربة، مشيرا إلى أن ما يشغل حزبه الآن هو نظام انتخابي نزيه وشفاف يمكن من خلق تقاطبات سياسية واضحة، مبنية على مشاريع سياسية وليس على مصالح شخصية أو لوبيات، معلنا عزم حزبه احتلال المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، وقال: «نريد للمغرب أن ينتصر سنة 2012، نريد تنافسا شريفا بعيدا عن تبخيس العمل السياسي». وأضاف بنعزوز أن «البام» يمارس المعارضة وفق مقتضيات الدستور، وحريص على أن يكون النقاش والسجال السياسي راقيا وعلى مستوى عال لإعادة الثقة إلى الممارسة السياسية، منددا في الوقت نفسه بمحاولة بعض الجهات تمييع الحياة السياسية والتمترس وراء الشرعية التاريخية لإقصاء الآخرين، وهو ما ينم، حسبه، عن عقلية الحزب الوحيد الساعية إلى استئصال كل الأطراف.