استهدف عشرات المجرمين وذوي السوابق، بالتزامن مع محاولة فك الحصار عن الشباب والنساء والأطفال، القناةَ الجهوية للعيون، وعمدوا إلى إتلاف العديد من التجهيزات ومحاولة إضرام النار في المحطة، دون أن يتسن لهم الوصول إلى المنطقة الحساسة في المؤسسة: مركز البث التلفزي. في هذا السياق، ذكر مصدر مسؤول في القناة التلفزية أنه بعد انتقال أعمال الشغب إلى مدينة العيون، بدأ استهداف المؤسسات العمومية والخاصة بشكل إجرامي، ولم تسْلم القناة الجهوية من هذا الهجوم المتوحش، إذ حلّت بالمقر الرئيسي للمحطة ثلاث سيارات وعلى متنها العديد من المجرمين الذين لم يكشف أغلبهم عن وجوههم، فوجدوا أمام القناة سيارات تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فعمدوا إلى إحراق سيارتين بشكل كلي وعمدوا إلى تكسير سيارة المدير العام للمحطة الجهوية وبدأت النيران تصل إلى داخل القناة، مما أشعرنا بوجود الخطر. وأضاف المصدر قائلا إنه «بعد إحراق السيارتين، اقتحم المجرمون القناة الجهوية فبدأ البحث بشكل جنوني عن قاعات البث، وبحكم عدم معرفتهم بتفاصيل المقر، لم يعرفوا على وجه الدقة القاعة المخصصة للبث، مما جعلهم يكسرون أحد الأبواب الخشبية الموجودة في القناة. ولحسن الحظ أنهم لم يجدوا أي شيء ليعبثوا به، ولو حصل ذلك لوقع ما لا تحمد عقباه». وحول السر في بحثهم عن قاعة البث، قال المصدر المسؤول: «لهذا عدة أسرار، أولها أنهم أرادوا منع القناة الجهوية من تقديم المقاربة الواقعية لما حدث من أعمال الشغب وأرادوا تمرير خطابهم بالشكل الذي يريدونه عبر قنواتهم الخاصة، ولقد فهموا أن القناة تلعب دورها في تقريب صورة ما وقع بشكل مهني، لهذا كان طبيعيا أن يحاولوا استهداف القناة. من جهة أخرى، يجب أن نعي جيدا حساسية البث، إذ إن سيطرتهم على البث خطير جدا، ولحسن الحظ أنهم لم يتمكنوا من ذلك، وثالث المعطيات أن المجرمين حاولوا استهداف مدير القناة بشكل شخصي، وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة أساسية هي أن المجرمين رددوا اسم المدير أثناء اقتحامهم للمقر، وأصر أحدهم على ضرورة البحث عن المدير واستهدافه»... ويواصل المصدر حكي ما حدث في القناة الجهوية للعيون بالقول: «بعد تكسير أبواب بعض القاعات التابعة للمؤسسة، حاولوا تفجير قنينة غاز وسط القناة، إلا أن المحاولة باءت، لحسن الحظ، بالفشل. وبعد اتصال مدير القناة الجهوية بالسلطات الأمنية وطلب النجاة، حلت فرقة من الأمن، يتقدمها الوالي بشكل شخصي، ولتخويفهم عمدت الشرطة إلى إطلاق رصاص في الهواء، مما أشعرهم بالخوف فغادروا مقر القناة الجهوية بشكل سريع. ومن الأمور الجميلة أن المصالح الأمنية حلت قبل دقائق من إضرام المجرمين النار في القناة. وبعد فض الجمع، حاول البعض في اليوم الموالي الوصول إلى القناة الجهوية للعيون إلا أن السلطات الأمنية علمت بنيتهم استهدافَها للمرة الثانية فأوقفتهم قبل الوصول إلى المقر».