جدّد برلمانيو ومنتخبو الصحراء بالجهات الجنوبية الثلاث (كلميمالسمارة، والعيون بوجدور الساقية الحمراء، و«وادي الذهب لكويرة) إدانتهم للأعمال التخريبية التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا، بعد تفكيك مخيم «كديم إزيك». واعتبر المتدخلون في اللقاء المنظم أول أمس السبت بقصر المؤتمرات بالعيون، الذي دعت إليه جمعية برلمانيي الصحراء، أن الأعمال الإجرامية التي تصل إلى حدّ التقتيل لا علاقة لها بقيم أهل الصحراء وشيمهم، واتّهموا صراحة المخابرات الجزائرية والبوليساريو بالضلوع في هذه الأحداث والسعي إلى إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار بالمنطقة. ووصف محمد الشيخ بيد الله، رئيس الجمعية المذكورة، الوضع بالخطير، حيث تُحاك فيه مؤامرات في الخفاء وبين ظهرانينا وخارج الوطن لإفساد ما تحقّق من مكتسبات»، وقال إن هذه الأحداث تكشف إشكالية الوساطة على مستوى نخب الصحراء، فالمرحلة، يضيف بيد الله، تسائل المنتخبين عن دورهم في امتصاص حالة الاحتقان وتجسيد مبدأ القرب على اعتبار أن حلّ المشاكل الاجتماعية لا يمكن أن تضطلع به الإدارة لوحدها، داعيا إلى تدارك النقص الحاصل في تفعيل الدبلوماسية الموازية التي يجب أن يكون للمنتخبين الدور الحاسم فيها. وفي سياق متصل، قال عمر بوعيدة، رئيس جهة كلميمالسمارة، إنه يتعيّن على جميع المسؤولين عن تدبير الشأن العام التعامل بجدية وشفافية مع مطالب الفئات المعوزة من أجل استتباب الأمن، والعمل على إحاطة الشباب والنساء بالعناية الفائقة وتوجيههم التوجيه السليم لحمايتهم من الانزلاق. كما أوضح رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، حمدي ولد إبراهيم ولد الرشيد، أن الأحداث الأخيرة كشفت أن القضية الوطنية تشكل عامل وحدة جميع الأطياف مهما اختلفت فيما بينها. من جانب آخر، قرّر المجتمعون توجيه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمهورية الفرنسية، ورئيس الوزراء الإسباني، ورئيس البرلمان الأوروبي، يقدمون من خلالها صورة واضحة عن مجريات الأحداث والمعطيات المتصلة بمخيم «أكديم إيزيك»، وتسلّل البوليساريو والمخابرات الجزائرية إليه لتوظيف مشتبهين ومتابعين جنائيا ومبحوث عنهم قضائيا وتحويل المخيم إلى رهينة لفرض أجندة خارجية، وتمرير المغالطات الهادفة إلى الإساءة إلى المغرب.