كشفت فواتير رسمية صادرة عن الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم آسفي، حصلت عليها «المساء»، عن استفادة فيلات يقطنها كبار المسؤولين والمنتخبين ورجال سلطة بآسفي من عدادات للتزويد بالماء والكهرباء بشكل مجاني على حساب ميزانية بلدية سبت جزولة القروية. فبعد أن كشفت «المساء»، قبل أسبوع، ضبط مفتشين من المفتشية العامة لوزارة الداخلية لعداد كهربائي في اسم بلدية سبت جزولة (25 كلم جنوب شرق آسفي) يزود بالكهرباء، بشكل مجاني، مقهى فخما في شارع الحسن الثاني بآسفي في ملكية عبد الله كاريم، رئيس المجلس الإقليمي والنائب الأول لرئيسة بلدية جزولة وأحد أعيان حزب الاستقلال بالمنطقة، توصلت (الجريدة) بوثائق رسمية إضافية تثبت استفادة مسؤولين آخرين من عدادات للكهرباء والماء على حساب المال العام لبسطاء منطقة «سبت جزولة» القروية. هذا، وتشير فواتير الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي إلى ربط عدد من الفيلات بآسفي بعدادات الماء والكهرباء مقيدة في اسم بلدية سبت جزولة، وإلى أن استهلاك هذه الفيلات من الماء والكهرباء يسدد من ميزانية البلدية مع نهاية كل شهر، ويستخلص من المال العام لفقراء المنطقة، في حين توضح ذات الفواتير أن الفيلات المستفيدة مجانا من عدادات بلدية جزولة للماء والكهرباء توجد بزنقة الإمام مالك وزنقة الجزائر وزنقة الإمام البوخاري. وكشفت المعطيات الرسمية ذاتها أن بلدية سبت جزولة «أهدت» عدادات مجانية للماء والكهرباء لمسؤولين ورجال سلطة، من بينهم عميد أمن مركزي ورئيس قسم الجماعات المحلية بالعمالة ورئيس المجلس الإقليمي الذي يشغل منصب النائب الأول لبلدية سبت جزولة، وأن فيلا واحدة تواجد بزنقة الإمام البوخاري في المدينةالجديدةلآسفي استهلكت لوحدها في شهر واحد 5930 درهما من الماء و3548 درهما من الكهرباء، أي ما مجموعه 9478 درهما في شهر واحد فقط، تم أداؤها من المال العام لميزانية إحدى أفقر الجماعات القروية بالإقليم. ولم تكتف بلدية سبت جزولة، حسب فواتير وكالة توزيع الماء والكهرباء بآسفي ولجنة التفتيش المركزية للمفتشية العامة لوزارة الداخلية، بالتزويد المجاني لفيلات مسؤولين كبار في آسفي بالماء والكهرباء على حساب ميزانية البلدية، بل زودت أيضا مقهى فخما، في ملكية رئيس المجلس الإقليمي والنائب الأول وشقيق رئيسة بلدية «سبت جزولة»، بعداد كهربائي بالمجان ظل يستغله لسنوات في إضاءة مقهاه الراقي بشارع الحسن الثاني بآسفي، وهي كلها معطيات كانت محور تقرير لمفتشي وزارة الداخلية «من دون أن يكون هناك ولو إجراء محاسبة واحد في حق مسؤولي بلدية سبت جزولة وفي حق المستفيدين من ماء وكهرباء فقراء منطقة السبت»، على حد تعبير مصدر مطلع ببلدية «سبت جزولة».