من بين أغلى الهدايا التي يأتي بها الحجاج بعد عودتهم من الديار المقدسة أو العمرة للأحباب والأصحاب ماء زمزم ذلك الماء الذي لا نظير له في الأرض، إذ أنه أفضل المياه على الإطلاق. اختص به الله سبحانه وتعالى تلك البقعة المقدسة، وبئر زمزم أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته الخاصة عند المسلمين وهي البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام لإسماعيل وأمه عليهما السلام حيث تركهما إبراهيم عليه السلام في ذلك المكان القاحل من الصحراء، الذي لا زرع فيه ولا ماء. فنفد ما معهما من زادٍ وماء وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة إلى أن أغاثها الله عز وجل بفضله ورحمته بماء زمزم ليروي عطشها وعطش ابنها. مصدره فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة، ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المبنى المخصص لرفع الأذان والإقامة. بالإضافة إلى فتحات صغيرة تخرج منها المياه بين أحجار البناء في البئر. ويبلغ عمق البئر 30 مترا على جزأين يكمن الفرق بين ماء زمزم ومياه الشرب الأخرى في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم، إذ أن نسبتها أعلى في ماء زمزم من هنا نستنتج السر في أنها تنعش الحجاج المنهكين في الحر، ومما يدعو للعجب أن بئر زمزم لا توجد فيه آثار للطحالب أو غيرها داخله على عكس الآبار الأخرى، فقد بينت التحاليل الكيميائية الأخرى التي أجريت على مياه زمزم أنها خالية تماماً من أي نوع من أنواع الميكروبات المسببة للتلوث. وتصنف مياه زمزم ضمن المياه المعدنية الغنية، حيث تبلغ نسبة المعادن فيها 2000 ملغ في اللتر الواحد. من أبرز هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم والصوديوم والمغنزيوم والبوتاسيوم وغيرها. ويعد ماء زمزم من أغنى مياه العالم بعنصر الكالسيوم إذ تبلغ نسبته 200 ملغ في اللتر، وتؤكد نتيجة التحاليل أن ماء زمزم نقي لا لون له ولا رائحة، كما تؤكد التحاليل أيضا إذا ما قارناها بالمواصفات العالمية وخاصة مواصفات منظمة الصحة العالمية أن ماء زمزم صالح تماما للشرب وأثره الصحي جيد.