أفادت مصادر مسؤولة من داخل حضانة الأطفال المتخلى عنهم بمستشفى الحسن الثاني بأكادير أن بعض الأطفال الذين بلغوا سن المراهقة، والذين يعانون من إعاقات متعددة أصبحوا يشكلون خطرا على بقية زملائهم من الأطفال وعلى السير العادي لهذه المؤسسة، حيث سجلت العديد من الحوادث كان أخطرها إقدام أحد المراهقين على محاولة خنق أحد زملائه الصغار، كما أقدم أيضا على حرق طفل آخر، الأمر الذي حذا بالجمعية المشرفة على الحضانة إلى وضع شكايتين لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بأكادير، الأولى كانت في 23 دجنبر 2009، والثانية بتاريخ 21 شتنبر2010، وذكرت المصادر ذاتها أن هذه المؤسسة تحولت تدريجياً من «حضانة مستشفى الحسن الثاني» إلى مركز للمعاقين المتخلى عنهم بسبب تزايد حالات الإعاقة وتنوعها في صفوف المتخلى عنهم من الجنسين في غياب أي تجهيز أو تأطير مناسب للاحتياجات الخاصة لهذه الفئة، علما أن عدد المعاقين المتخلى عنهم المقيمين بحضانة مستشفى الحسن الثاني يفوق الثلاثين نزيلا يعانون إما من إعاقة حركية أو إعاقة ذهنية أو منهما معاً (حركية وذهنية). كما أن عدداً منهم تجاوزت سنهم العشرين سنة، وأن آخرين يسلكون نفس المسار داخل حضانة لا توفر لهم شروط التفتح و الاندماج. وأكدت المصادر ذاتها، في تصريح ل«المساء»، على ازدياد عدد المعاقين المتخلى عنهم و افتقار الحضانة إلى المؤهلات البشرية و التجهيزات المادية لمواجهة احتياجاتهم الخاصة، فضلا عن مشكل الاختلاط بين الأطفال (معاقون وأسوياء) في غياب تأطير صحي و نفسي و تربوي، مما من شأنه أن يؤثر سلباً على سير الحضانة و على النُموٍّ السليم لنزلائها بصفة عامة. كما أن وجود نسبة كبيرة من المراهقين بين المعاقين المتخلى عنهم يؤرق عضوات الجمعية لما يشكله ذلك من خطر يتمثل في حالات متكررة من التجاذب الجنسي سجّلت فيما بينهم، و في التهديد الذي يشكله تساكن هؤلاء مع باقي الأطفال المتخلى عنهم، الذين يصعب توفير الحماية المستمرة لهم في غياب بنيات و موارد بشرية متخصصة.