أحالت عناصر الأمن الإقليمي، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بتاوريرت، صباح يوم الثلاثاء 19 أكتوبر الجاري، على المحكمة الابتدائية بتاوريرت ثلاثة عناصر من شبكة إجرامية من أجل تكوين عصابة إجرامية والاتجار الدولي في المخدرات. وتعود تفاصيل اعتقال عناصر العصابة الإجرامية إلى يوم السبت 16 أكتوبر، حين أوقفت عناصر الأمن الإقليمي عند الحاجز الأمني الموجود بمدخل مدينة تاوريرت في اتجاه مدينة وجدة سيارة خفيفة من نوع «ستروين» كان على متنها زوجان فرنسيان. وخلال قيام العناصر ذاتها بعملية المراقبة العادية والروتينية للوثائق الرسمية للراكبين وللسيارة لاحظوا باستغراب أن وثائق السيارة تنقصها شهادة التأمين، مما جعلها تستفسر سائق السيارة عن سبب ذلك وتحقق في هويته، حيث ثبت أن المعنيين بالأمر قدما من فرنسا ونزلا بمدينة طنجة ومرا بمدينة فاس في اتجاه مدينة وجدة دون إعطاء مزيد من المعلومات والتوضيحات حول تنقلاتهما. كان حسّ وفطنة رجال الأمن أقوى بعد أن راودتهم شكوك حول سفر هؤلاء فقرروا إخضاع السيارة لعملية تفتيش ليتم العثور على ستة كيلوغرامات من مخدر الشيرا معبأة بدقة وإحكام داخل العجلة المطاطية الاحتياطية، وأربعة كيلوغرامات تحت الكراسي الخلفية للسيارة وفي الأبواب، فتم إيقافهم ووضعهم تحت الحراسة النظرية لتعميق البحث والتحقيق معهم. ونفى الفرنسيان المعتقلان، البالغان من العمر25 سنة، في تصريحاتهما أي علاقة لهما بالمخدرات المحجوزة داخل السيارة، مؤكدين على أنهما كانا ضحية شخصين فرنسيين من أصول جزائرية، تعرفا عليهما بفرنسا وأقنعاهما بإمكانية تقديم خدمة لهما بمنحهما سيارة بمدينة طنجة في ملكية أحد أصدقائهما للتنقل عبر مدن المغرب أثناء زيارتهما السياحية وبيعها هناك بمدينة وجدة بعد نهاية جولتهما. وأضاف الموقوفان، خلال البحث معهما، أن مغربيا التقى بهما في مدينة طنجة، وهو صديق الفرنسيين الجزائريين، ووعدهما بالالتحاق بهما والسفر على متن سيارتهما إلى وجدة لتتم عملية بيع السيارة، وهو ما قام به الموقوفان، خاصة بعدما تأكدا من هوية المغربي بعد اتصال هاتفي مع الفرنسيين من أصول جزائرية. وتابع الفرنسيان المعتقلان حكايتهما بأنهما اضطرا إلى سياقة السيارة لوحدهما من طنجة إلى فاس ثم إلى وجدة، بعد أن اتصل بهما الشخص المغربي هاتفيا من مدينة فاس، مبررا عدم الالتحاق بهما بإصابة سيارته بعطب ميكانيكي. وبمدينة فاس التقيا بالفرنسيين من أصول جزائرية واتفق الجميع على مواصلة السير كما بدآه إلى مدينة وجدة، بعد أن ضربوا موعدا للقاء بمدينة وجدة، غير أنه تم إيقافهما بتاوريرت على متن سيارتهما المحملة بمخدرات الشيرا من النوع المركز والممتاز. وبناء على تصريحات الفرنسيين المعتقلين، قامت عناصر الشرطة القضائية بتاوريرت، بتنسيق مع مصالح ولاية أمن وجدة، بحبك خطة للإيقاع بالمتورطين، الجزائريين الفرنسيين وشريكهما المغربي، حيث تنكرت العناصر ذاتها في أزياء عادية للعاملين بالمحطة الطرقية وبمواقع مختلقة، وتقمصت شخصيات مواطنين عاديين بالجلاليب والعمامات، بتنسيق مع الفرنسيين، حيث كان الهاتف وسيلة التواصل وتلقي الأوامر والتعليمات والتوجيهات. لكن الخطة لم تنجح في الإيقاع بالمتورطين الرئيسيين في عملية تهريب وترويج والاتجار الدولي في المخدرات، إذ لم يغامر هؤلاء بلقاء الفرنسيين، ربما لشك ساورهم أو باتخاذ الحيطة، حيث بعثوا بشخص آخر من بلدة بني ادرار بالمنطقة الحدودية المغربية الجزائرية للقاء الفرنسيين، فتم اعتقاله هو الآخر، وإيداع الأشخاص الثلاثة سجن تاوريرت في انتظار استكمال البحث والتحقيق قبل إحالة الجميع على أنظار المحكمة، فيما لازال البحث جاريا على المتورطين الباقين الذي يوجدون في حالة فرار وتم إصدار مذكرة بحث في حقهم.