أدانت المحكمة الابتدائية في القنيطرة، أول أمس، «كولونيلا» سابقا في الدرك كان تابعا للقيادة الجهوية للدرك الملكي في القنيطرة، وقررت مؤاخذته بالتهم المنسوبة إليه في ملف مرتبط بالدعارة والفساد، الذي يتابَع فيه، إلى جانب مسؤول الدرك، 11 متهما آخرون، بينهم ضابط في القوات الجوية الملكية المغربية. وأصدر القاضي الزبير العباسي، رئيس هيأة الحكم، أحكاما بالسجن النافذ وموقوف التنفيذ في حق جميع الأظناء الذين نفوا أثناء استنطاقهم التُّهمَ المنسوبة إليهم، حيث قضى بأربعة أشهر حبسا نافذا في حق كل من الكولونيل السابق «ح. ح.»، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن المدني في القنيطرة، من أجل تهمة إعداد فيلته الكائنة في شاطئ المهدية للدعارة، وكذا حارسي الفيلا المذكورة، ويتعلق الأمر ب«س. ط.» و«ح.»، وبسيدة متزوجة «غ. ب.»، التي تمت متابعتها، هي أيضا، في حالة اعتقال، بعدما وجهت لها النيابة العامة تُهَماً تتعلق بممارسة الفساد والخيانة الزوجية، فيما تمت إدانة «ش. ر.»، الضابط في سلاح الجو، التابع للقاعدة الجوية الرابعة في مدينة سيدي سليمان، بشهرين حبسا موقوف التنفيذ، كما قضى الحُكم نفسه بأداء جميع المتهمين غرامةً مالية قدرها 500 درهم. وقد ساد توتر شديد داخل قاعة الجلسات التي احتضنت مرافعات هيأة الدفاع، بعدما تدخَّل أحد المحامين للتعقيب على ما جاء في مرافعة زميل له ينتصب في نفس الملف، أثناء مناقشته ظروفَ وملابسات هذه القضية، منتقدا -بشدة- العبارات والأوصاف التي نعت بها موكلته، حيث نشب نقاش حاد بين الطرفين، دفعت القاضي العباسي إلى مغادرة القاعة ولم يعد إليها إلا بعد أن هدأت الأوضاع، حيث ألح على الالتزام بمبدأ الاحترام المتبادَل وأخذ الإذن عند الرغبة في التعقيب. وقد انطلقت وقائع هذه القضية حينما داهمت فرقة أمنية تابعة لمركز درك المهدية، في الثاني من الشهر الجاري، فيلاّ في المهدية -الشاطئ في ملكية الكولونيل المذكور، مباشرة بعد توصلها بشكاية من مواطن يتهم فيها زوجته بخيانته رفقة غرباء في الفيلا المذكورة، حيث أسفر هذا التدخل عن اعتقال 18 شخصا، بينهم ستة ليبيين، تم إطلاق سراحهم في ظروف غامضة، في حين وُضِع الباقون رهن الحراسة النظرية، قبل أن يحالوا جميعا، بتهمة الفساد وممارسة الدعارة وإعداد وكر للبغاء، على أنظار وكيل الملك لدى ابتدائية القنيطرة. ويُذكَر أن عناصر الدرك سبق أن اقتحمت الفيلاّ نفسَها في السادس من شهر يونيو الماضي، حيث ضبطت مقاولين اثنين وثلاث نساء في أوضاع مُخلّة بالحياء والآداب العامة واعتقلت حارسها وشخصا سابعا كان مكلَّفا باستخلاص الأموال من ممارسي الدعارة في المحل المذكور، كما تم العثور في الفيلا ذاتها، منذ ستة شهور تقريبا، على جثة شاب لفظ أنفاسه مختنقا بالغاز، في حين تم إنقاذ عشيقته بعدما نُقلت على وجه السرعة إلى المركب الاستشفائي الإقليمي في القنيطرة.