عجل مشروع سياحي شرعت في إنجازه شركة المتحدون السعودية بجنوب الدارالبيضاء، بترحيل 260 أسرة تقطن بدوار حارث حمري كريكوان ببلدية داربوعزة في إقليم النواصر. وذكرت مصادر مطلعة، أن الشروع في إنجاز «غولف دار بوعزة» وهو مشروع سياحي ضخم سيقام على مساحة 45 هكتارا، دفع السلطات المحلية إلى التعجيل بإجراء قرعة للدفعة الأولى من المستفيدين. وشرعت السلطات المحلية، نهاية الشهر الماضي، في هدم عشرات البراريك، فيما ذكرت بعض المصادر أن عمليات الهدم هذه، اتصفت بالعشوائية والانتقائية ولا تخضع لأية معايير، كما شابتها عدة احتجاجات بسبب «تلاعبات» شابت لائحة المستفيدين المدرجين في عملية القرعة، منها إعطاء الأولوية للقاطنين الجدد في حين تم تأخير استفادة بعض العائلات المركبة التي كانت تقطن بالدوار المذكور منذ سنوات، وأشارت المصادر نفسها إلى أن الوافدين الجدد حصلوا على براريك بطرق ملتوية بعلم السلطة في السنوات القليلة الماضية، أي بعد حلول لجنة الإحصاء لسنة 2005 التي سيأتي الكلام عنها لاحقا . مواطن آخر أسر ل«المساء» بأن عملية الإحصاء كانت تتم في كل مرة بغتة ودون سابق إعلان، وغالبا ما تجري عن قصد أيام الأربعاء والذي ما يصادف يوم سوق أربعاء أولاد جرار، الذي طمسوه وسموه سوق داربوعزة، حيث يكون أغلب السكان وأرباب العائلات بالسوق من أجل التبضع. وبهذه الحيلة التي تلجأ إليها لجنة الإحصاء تضيع على السكان فرصة ترقيم منازلهم، وبالتالي عدم استفادتهم من السكن في مشروع الرحمة . ويتكون دوار «حارث حمري كريكوان» من عدة دور صفيحية عشوائية، تعتبر من النقط السوداء في المنطقة إلى جانب دواوير أخرى. وقد سبق للسلطات المحلية أن قامت بإحصاء السكان من أجل تنقيلهم إلى مشروع الرحمة يومي 05 و06 شتنبر 2005، إلا أن هذه العملية شابتها خروقات، حسب تصريحات بعض السكان، فيما يخص ترقيم المنازل، حيث تم إحصاء منازل دون أخرى عن قصد أو عن غير قصد. كما أن السلطات لم تقدم حلولا للعائلات المركبة، التي تضم شبابا ولدوا وترعرعوا في هذا المجمع السكني، حيث إنه من غير المستساغ أن يحصى الأب ويقصى أبناؤه الذين تزوجوا وأنجبوا أبناء، أصبحوا محرومين من الحصول على شواهد السكنى وشواهد الاحتياج وما إلى ذلك من الوثائق الإدارية الشيء الذي يؤدي إلى حرمانهم من حقوقهم الوطنية كالحق في الشغل وما إلى ذلك. فكلما توجهوا نحو قيادة دار بوعزة إلا وسدت الأبواب في وجههم، وهم الذين منحهم المعمرون الفرنسيون المساكن التي يقطنون فوقها الآن. ولم يشر المسؤولون عن الشركة السعودية إلى أن العقارات التي ستقام فوقها هذه المشاريع الضخمة هي من الأراضي المسترجعة ولازالت محتلة من طرف عدة دواوير ومنها دوار حارث حمري كريكوان. وأن ذات الشركة استفادت من نصيبها من الملك الخاص للدولة المغربية التي قامت بتفويته لها بثمن رمزي. وسيتم في غضون الأيام المقبلة تنقيل كل السكان من أجل تتمة إنجاز المشروع. كما أن بعض السكان لازالوا ينتظرون تسوية وضعيتهم التي لازالت معلقة، مثال على ذلك الأمهات العازبات والأمهات المطلقات والمطلقين الذين تم إرجاء النظر في ملفاتهم إلى حين حلول لجنة أخرى في غضون الأيام القادمة .