تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات، وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض. من أنواعه البطم الأطلسي من الفصيلة البطمية، شجرة يمكن أن يصل طولها من 15 حتى 20 مترا وقطرها يتجاوز المتر، أوراقها متساقطة مركبة ريشية، تضم من 4-3 أزواج من الوريقات ووريقة نهائية والوريقات كاملة الحواف طول الواحدة منها من 5-2 سم عرضها 1 سم. الأزهار عنقودية كثير التفرع أحادي الجنس ثنائي المسكن والثمار حسلية (مفردة النواة) حجمها بقدر حبة البقول الصغيرة من 5-3 مم لونها أصفر محمر قبل النضج ثم مزرقة سوداء بعد النضج . يمتد انتشار هذه الشجرة من جزر الكناري حتى الشرق الأوسط في المناطق شديدة الجفاف الباردة والمعتدلة شبه الرطبة والحارة . في مجال الطب والاستشفاء فللبطم وزيته وصمغه مكانة مرموقة كما ذكر كل من ابن سينا وابن النفيس الدمشقي، فوائده في علاج الأورام، وأمراض الكبد، (ومرض البردة الذي يصيب جفن العين)، بالإضافة إلى فائدته الكبيرة للمفاصل، كما أنه معقم قوي ومفيد في علاج لسعات الحشرات وأيضا يطرد الحشرات، وصمغ البطم يفيد في علاج أحد أنواع السرطان. وفي علاج الجرب كما ورد في كتاب القانون في الطب : « وأما سائر أنواع اللبان فأجودها علك البطم فيه شيء من المرارة... ولما كان له الطعم صار في هذا اللبان شيء يجلو، حتى أنه يشفي من الجرب وذلك لأنه يجذب من عمق البدن». زيت البطم يستخدم في الطعام مثل زيت الزيتون والذرة ودوار الشمس وغيرها، وطعمه طيب المذاق، له نكهة خاصة كما وصفه أهالي المنطقة، ونظرا لكثافته وتركيزه العالي يمكن خلطه مع أي زيت آخر لتمديده، وقد أكد تحليله فائدته نظرا لمكوناته التي يختص بها، واقتصاديا يدخل في تركيب بعض مستحضرات التجميل، كما أنه دواء لبعض الأمراض الجلدية. كما ينتج صابون البطم الصافي الذي لا يقل نفعا وفائدة عن صابون الغار بل يفوقه من الناحية الصحية لمساعدته في علاج بعض الأمراض الجلدية والمفاصل، كما هو دارج ومعروف بين عامة الناس.