سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البوليساريو تنفي مصطفى سلمى إلى منطقة «المهيريز» وتبعده عن عائلته أنباء عن حصاره بالمنطقة العازلة في انتظار أن تندمل جروحه ويتعافى من آثار التعذيب الذي تعرض له أثناء احتجازه
في خطوة مفاجئة، قررت جبهة البوليساريو الانفصالية صباح أمس الأربعاء نفي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود بعد أسبوعين من اختطافه واحتجازه في مكان مجهول بمخيمات تندوف بدعم من المخابرات الجزائرية. وذكر بلاغ مقتضب لجبهة البوليساريو، أصدرته أمس الأربعاء، أنها اتخذت قرار «الإفراج» عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود «بناء على طلب من منظمات دولية». ومن جهتها، قالت مصادر مطلعة ل«المساء» إن البوليساريو قامت، تحت الضغط الدولي الذي مورس عليها وعلى الجزائر، التي ترعى الجبهة الانفصالية فوق أراضيها، بإبعاد مصطفى سلمى إلى منطقة المهيريز المعزولة، التي كان قد اختطف منها منذ أكثر من أسبوعين، غير أن البوليساريو والجزائر تحاولان أن توهما العالم بأنها منطقة «محررة»، وأن ما قاما به يعتبر إفراجا عنه. وبالرغم من ذلك، تضيف نفس المصادر، فإن مصطفى سلمى مازال محاصرا بمنطقة المهيريز من قبل البوليساريو، بدعم من الجزائر، «حتى تندمل جروحه ويتعافى من آثار التعذيب التي تعرض لها خلال فترة احتجازه». وقالت المصادر ذاتها إن إطلاق سراح مصطفى سلمى يعد انتصارا لحقوق الإنسان، وانتصارا لمصطفى سلمى نفسه، مشيرة إلى أن هذا الإفراج سيفتح الباب أمام الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري كي يعبروا عن آرائهم بكل حرية. وأشارت المصادر ذاتها، من جانب آخر، إلى أن البوليسايو قامت صباح أمس الأربعاء بنقل زوجة مصطفى سلمى إلى تندوف من أجل تلقيح ابنته، التي ولدت عندما كان في زيارته الأخيرة لعائلته بالمغرب، والتي اختار لها اسم مريم تيمنا باسم الأميرة للامريم. ومن جهة أخرى، أكد محمد الشيخ، أخو المختطف الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الأربعاء، أن العائلة بلغ إلى علمها أن جبهة البوليساريو أصدرت بلاغا تخبر فيه بأنها قررت الإفراج عن مصطفى سلمى، غير أن العائلة، يضيف محمد الشيخ، بكل من تندوف ومنطقة المهيريز، لا تعرف إلى حد الآن مصير ابنها، مشيرا إلى أن العائلة تقوم حاليا باتصالاتها لمعرفة آخر مستجدات مصطفى سلمى وأين يوجد حاليا. وفي سياق متصل، قال أب مولاي عمر، المسؤول الأمني السابق في البوليساريو والعائد إلى أرض الوطن، إن «جبهة البوليساريو تتوفر دوما على صكوك اتهام جاهزة تلصقها بكل من يعارض رأيها ويخالف أجندتها السياسية». وأوضح أبا في الجزء الأول من برنامج «لقاء الأسبوع»، الذي بثته قناة العيون الجهوية مساء أول أمس الثلاثاء، «إن جبهة البوليساريو كانت منذ قيامها تعمل على وضع سيناريوهات مفتعلة وتصور للصحراويين بأن هناك شبكة تجسس وتخريب» تعمل ضدها كلما أحست بخطر يهددها، مشيرا إلى أنه تمكن خلال فترة رئاسته لما يسمى بالقسم الداخلي للمديرية العامة للأمن من الاطلاع على بعض الوثائق المكتوبة والمرئية المتعلقة بشبكات التجسس التي كانت تختلقها البوليساريو. وأضاف في هذا الصدد أنه بعد أن نجح في فك لغز هذه الوثائق تبين له أن «الشبكات المزعومة لا وجود لها من حيث الأساس، لكن مع الأسف ذهب ضحيتها عدد كبير من الصحراويين الأبرياء».