ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - سرعتك توحي بأنك كنت بطلا في المسافات السريعة؟ < قبل ممارسة كرة القدم بشكل رسمي كنت من الممارسين المهووسين بألعاب القوى وكرة اليد، بل إنني كنت من العدائين المميزين في سباق 100 متر، واستطعت في مرحلة الفتيان أن أحتل الرتبة الرابعة في النهائي الذي دار في مكناس برسم الألعاب المدرسية، وفي لعبة كرة اليد مثلت ثانوية عثمان بن عفان في نهائي نفس الألعاب في مراكش، وكنت حينها ألعب في متوسط الميدان وأمتاز بالتحرك وانتزاع الكرات من الخصم، وبعد فوز فريق الثانوية الذي كان يدربه عبد الحق اللياني احترت في التوفيق بين ثلاث رياضات، لكن كرة القدم كانت أكثر جاذبية من بقية الأنواع الرياضية. - لماذا لم تنضم لأي فريق رسمي واقتصرت مشاركاتك على الألعاب المدرسية؟ < أذكر أن مدربا للرجاء فرع كرة اليد يدعى حنون على ما أعتقد، قد دعاني للالتحاق بالفئات الصغرى للنادي، وحين عرضت الأمر على والدي تعامل مع المقترح بنوع من الحذر لأن كرة اليد أو سباق السرعة لا يمكن أن يكونا وسيلة لتدبير لقمة العيش وتأمين المستقبل، خاصة وأنني لم أكن أقطن في الدارالبيضاء وعلي أن أوفق بين دراستي ونشاطي الرياضي. - رغم ذلك راهنت على الرياضة في بناء مستقبلك؟ < نعم لقد اجتزت امتحانات الإعدادي بتفوق في المواد العلمية، لكنني كنت أود أن يكون توجيهي أدبيا لأن هذه الشعبة تمكنني من مساحة زمنية لممارسة نشاطي الكروي، إلا أن والدي أصر أن يكون توجيهي علميا وفعلا كنت مضطرا للموافقة على مطلبه خاصة وأنه كان رجل تعليم، لكنني لم أستطع التوفيق بين الرياضة ودراسة المواد العلمية التي لا تحتمل التغيب، فكان لا بد من إعادة الموسم الدراسي بتوجيه أدبي. - ماذا يقرأ العلودي في فترات فراغه؟ < أنا لا أقرأ إلا عند الضرورة حيث أقتني الجرائد والمجلات إذا كانت تحتوي على موضوع يهمني، بمعنى أنني لست مدمن جرائد، كما أنني أفضل مشاهدة الروايات وليس قراءاتها، وبالتالي فأنا عاشق للأفلام وللكوميديا التي تجعلني أضحك باستمرار. - وعلاقتك بالسياسة؟ < لا علاقة لي بالسياسة فقط مرة قلت لوالدي على سبيل الهزل، لماذا لا تدخل التجربة السياسية وترشح نفسك كمستشار في الدائرة الانتخابية، خاصة وأن إسم العلودي قد أصبح مشهورا ويمكن استغلاله في دعم حظوظك؟ فرد بالرفض لأنه لا يملك جرأة السياسي ويفضل أن يعيش في الظل. - لكن لك علاقات مع سياسيين؟ < علاقتي بهم ليست علاقة لاعب بسياسي بقدر ما هي علاقة إنسان بإنسان، فأنا قبل أن أكون لاعبا، فإنني من ساكنة الكارة التي أحبها وأحب سكانها ولا يمكن أن أسمح لنفسي بدخول المعترك السياسي والبحث عن مباريات أخرى خارج المستطيل الأخضر. - هناك من يتحدث عن زواجك الوشيك ما صحة هذا الخبر؟ < لقد تزوجت في الصحف أربع مرات. - الشرع أعطانا أربعة؟ < (يضحك) لقد قرأت يوما خبرا يقول إن العلودي قد زار ملعب الرجاء رفقة خطيبته، وأنه سيدخل القفص الذهبي قبل العودة إلى العين، ولم تتوقف الشائعات عند هذا الحد بل إنني قرأت خبرا آخر حول زواجي من فتاة تنحدر من مدينة سلا وأخرى من الكارة وغيرها من الأخبار التي لا يكلف صاحبها نفسه عناء الاتصال بي من أجل أخذ رأيي أو رأي أسرتي. - متى ستتزوج إذن؟ < لا أفكر حاليا في الزواج لأن تركيزي منصب أساسا على ثلاثة أشخاص، لن يهدأ لي بال إلا إذا قمت بالواجب الكامل تجاههم، والدي ووالدتي وشقيقتي، بعد ذلك يمكن أن أفكر في شريكة الحياة التي تتلاءم والمواصفات التي أطلبها. - لهذا كنت حريصا على السكن في مركز التكوين حين كنت لاعبا بالرجاء؟ < لقد كان المكتب المسير للرجاء يطلب مني بإلحاح مغادرة غرفتي في مركز التكوين بالوازيس، لكنني أرفض ، لأن الكارة لا تبعد عني إلا بحوالي ساعة إلا ربع يمكن أن أزور والدي وأعود إلى مقر النادي، في الوقت الذي كان المكتب يوفر للاعبين شققا مستقلة، بل إن أحد المسؤولين قال لي «حشومة» أنت لاعب دولي ولا تريد الحصول على سكن خاص. - والدك كان لاعبا هل هو من رسم لك طريق التألق؟ < من الصدف الغريبة أن والدي كان يلعب في نفس المركز مع نهضة الكارة، أي جناح أيمن، لكن قيل لي إنه كان يتوفر على مهارات أفضل مني، إلى جانب السرعة، وكما يقال من شابه أباه فما ظلم. - مدينة الكارة أنجبت العديد من اللاعبين المهرة هل أنت آخر العنقود؟ < لا يمكن أن نقول إن نهضة الكارة أصبحت عاقرا، رغم أن الفريق عانى الأمرين ومر هذا الموسم بأزمة خانقة، فالجميع يعرف الأسماء التي أعطتها النهضة لكرة القدم الوطنية، كالهداف الكبير الوزيكي الذي لعب لمولودية وجدة والجيش الملكي وشارك في بطولة العالم العسكرية في إيطاليا، ومكرم الرئيس الحالي للمجلس البلدي الذي حمل قميص الجيش في أيام العز، وحجو اللاعب الموهوب الذي لعب ليوسفية برشيد والاتحاد البيضاوي واللائحة طويلة. - رافقك في رحلتك إلى العين صديق طفولتك الذي ساعدك على الاندماج كيف تقبل الإماراتيون شرطك؟ < نعم اشترطت على مسؤولي العين أن يكون معي طيلة فترة الانتداب، أحد أصدقائي من أجل تسهيل عملية الاندماج في المحيط الجديد، ومن الصدف الجميلة أن إسمه العائلي قريب من إسمي فهو يدعى علود وأنا العلودي، إنه صديقي منذ أن كان عمرنا خمس سنوات إنها عشرة عمر، لقد تقبل مسؤولو العين مطلبي وأرسلوا له التأشيرة والإقامة فكان قدرنا أن نظل أصدقاء في المغرب وخارجه.