سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس وفد مجلس الشيوخ الفرنسي يتلقى تهديدات من منظمات موالية ل«البوليساريو»!.. قال ردا على سؤال ل«المساء»: «لو كانت هناك حرية في مخيمات تندوف لمكث بها ولد سيدي مولود »
لم يسلم كريستيان كامبون، رئيس وفد مجلس الشيوخ الفرنسي، من تهديدات «جبهة البوليساريو» وجمعيات موالية لها، إذ كشف كامبون، مساء يوم الجمعة الماضي، خلال ندوة صحافية نُظمت بمراكش اختتاما للزيارة التي يقوم وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي للمغرب، بدعوة من مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية في مجلس المستشارين، عن تلقيه رسائلَ مكتوبة عبر الهاتف «إس. إم. إس» من منظمات وجمعيات موالية ل«جبهة البوليساريو» وتعمل على ترويج أطروحاتها... وأكد كامبو أن موقفه من المقترَح المغربي القاضي بمنح جهة الصحراء حكما ذاتيا والذي يرى في المقترح المغربي «أساسا جديا وواقعيا للمفاوضات حول مستقبل الصحراء»، هو الموقف نفسه الذي عبَّر عنه باقي أعضاء الوفد الثمانية، الذين ينتمون إلى المجموعات البرلمانية للاتحاد من أجل حركة شعبية (الحاكم)، والحزب الاشتراكي (معارضة يسارية) واتحاد الوسط والتجمع الديمقراطي والاجتماعي الأوربي. وقال المسؤول الفرنسي إن ما ينقص المغرب هو تقوية جانب التواصل مع الدول والأطراف المعنية، بشكل يوصل حقيقة الوضع المتقدم الذي يعرفه المغرب وكذا التعريف بمبادرة «الحكم الذاتي»، التي تعتبر مبادرة «فذة»، وقطع الطريق على بعض الجهات التي تشوه صورة المغرب في الخارج و«تُسوقُ» لصورة أن المغرب «بلد غير متحضر ويفتقد للبنيات التحتية».. في المقابل، مكّنت الزيارة التي قام بها الوفد الفرنسي لمدينة العيونوالداخلة من الاطلاع على حقيقة الأمور وإبداء إعجابهم بعدد من المرافق، كميناء الداخلة، الذي قال المتحدث الفرنسي إنه يشبه ميناء باريس وبعض المرافق والبنيات الأخرى، التي أبدى الوفد إعجابه بها. وردا على سؤال ل«المساء» حول موقف الوفد والحكومة الفرنسية من الخطوة التي أقدم عليها مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى «شرطة البوليساريو» بالتوجه نحو مخيمات تندوف، متحديا بذلك القرار القاضي بمنعه من الالتحاق بأفراد أسرته، قال رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية -المغربية في مجلس الشيوخ الفرنسي إن الحالة تجسد «دلالة عميقة عن المأساة الإنسانية الحقيقية السائدة في مخيمات تندوف». مضيفا أنه «لو كانت هناك حرية في مخيمات تندوف لمكث فيها ولد سيدي مولود»، معلنا في الوقت ذاته عن تضامنه مع خطوة ولد سيدي مولود. وأكد المتحدث الفرنسي، الذي كان رفقة عبد الرحيم عثمون، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ الفرنسي، أن وضعية عشرات الآلاف من المحتجَزين ضدا عن رغبتهم في مخيمات تندوف جنوبالجزائر، «تمثل انشغالا كبيرا بالنسبة إلى المغرب وفرنسا وأوربا وكل الدول التي تؤمن بالحرية والديمقراطية»، مشيدا في الوقت ذاته بأجواء الحرية في مجال الصحافة والعمل النقابي الذي فتحه المغرب داخليا وخارجيا. وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن فرنسا «دولة حقوق الإنسان»، ستبقى «منشغلة إلى حين إنهاء مأساة المحتجَزين في مخيمات تندوف»، مضيفا أن الوفد الذي وقف عن قرب على حقيقة الوضع داخل المغرب، سيعمل على طرح الموقف المغربي داخل فرنسا وفي المحافل الدولية التي سيحضر فيها، خصوصا بعد تعميق معرفتهم بشأن موقف المغرب من وحدته الترابية. ونوَّه الوفد الفرنسي، الذي حط الرحال بمدينة مراكش، قادما من مدينة الداخلة، بالإصلاحات التي قام بها المغرب في عدد من المجالات الحيوية، ذكر منها قطاع القضاء وحقوق المرأة والطاقة والفلاحة والبيئة. وأشار الوفد في نهاية اللقاء إلى أنهم سينجزون تقريرا حول زيارتهم للمغرب وتنظيم ندوةحول الصحراء المغربية، مستقبلا، داخل مجلس الشيوخ الفرنسي.