كشفت دراسة أمريكية أن مضادا حيويا -يعتمد على بروتينات موجودة في نوع محدد من الحشرات- قادر على علاج الالتهابات الصعبة الناجمة عن الجروح والإصابات في ميادين الحروب. جاء ذلك في مقالة نشرها الباحث الأمريكي لازلو أوتفوس في النشرة الدورية للعلاج الكيميائي المضاد للجراثيم والتي أشار فيها إلى أن الببتيدات المضادة للجراثيم -وهي جزء من بروتين يوجد في بعض أنواع الحشرات- ساعد في تسريع علاج عدد من فئران التجارب مصابة ببكتريا ترافق الجروح الناجمة عن الحروق أو الطلقات النارية. ويوضح الباحث -وهو من جامعة تمبل في فيلادلفيا- أن هذه المادة البروتينية توفر دفاعا سريعا ضد البكتريا التي تعرف علميا باسم «أسينيتوباكتر» والتي عادة ما توجد لدى الجنود المصابين في أرض المعركة.
بكتريا شائعة أشار العالم الأمريكي إلى أن 40 % من أردية طواقم الإسعاف والعاملين في المشافي العسكرية تصاب بهذا النوع من البكتريا، فضلا عن أن النسبة نفسها تنطبق على عدد الجنود الجرحى الذين يدخلون المستشفى لإصابتهم بجروح مختلفة. ويقول لازلو إن المضادات الحيوية المعروفة حاليا مثل «أمبينيم» -وهو عقار فعال يستخدم مع الالتهابات المستعصية- أو سلفه الأقدم «كولستين» يفتقدان للفعالية الناجعة بسبب مناعة الجراثيم القوية ضد هذين المركبين الدوائيين. بيد أن لازلو والفريق الباحث معه توصلوا إلى تطوير مجموعة من المركبات البروتينية التي توجد لدى نوع محدد من الحشرات قادر على مقاومة سلالات معينة من الميكروبات بجمع أفضل خصائص هذا المركب البروتيني مع بعض التعديلات التي تساعد على عدم تحلل الببتيدات داخل الجسم. ويقول الباحث إن الناتج كان مضادا حيويا يعرف باسم «أي ثري-أي بي أو» تمت تجربته على فئران مصابة بنفس البكتريا التي أخذت من جسم جندي كندي عاد مصابا بجروح من أفغانستان. وتبين للفريق الباحث أن حقن المركب عضليا ساعد في تخليص الجسم من عدد البكتريا في الدم، مما ساعد الأطباء على إعطاء المصاب مضادات حيوية عادية تماثل معها للشفاء، فضلا على أن العقار الجديد ساهم في وقاية الجروح المفتوحة من البكتريا الموجودة في البيئة المحيطة بالمصاب.