بعد ما اعتاد المراكشيون على سماع ورؤية دُور سكنية ومنازل تنهار في المدينة القديمة في مراكش، أصبح بإمكانهم اليوم أن يتابعوا كيف تنهار بنايات عصرية جدا في أرقى الأحياء في المدينة الحمراء. فقد أصيب عشرة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة إثر انهيار سقف بناء في مُركَّب سياحي في مخرج المدينة في اتجاه أيت ورير. وحسب معلومات استقها «المساء» من مصادرَ عليمة، فإن ثمانية عمال أصيبوا بجروح خفيفة، فيما توجد حالتان في دائرة الخطر. وقد سارعت مصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان وانتشلت الجرحى ونقلتهم إلى المستشفى. وأضافت هذه المصادر أن جميع المصابين هم من عمال البناء، الذين كانوا يشتغلون داخل الورش الذي هو في ملكية سيدة فرنسية. وانهار سقف البناء، وهو عبارة عن فيلا قيدَ التشييد في المركَّب السياحي «أملكيس»، صباح أول أمس الثلاثاء، على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة «النخيل» باتجاه جماعة أيت أورير. وحسب معاينة «المساء» للبناء المنهار، فإن سقوط سقف «الضالة» الفيلا رقم 31 في المركب السياحي «أملكيس 2»، كان بطريقة جانبية، وهو ما حال، لحسن الحظ، دون وقوع قتلى بين المصابين. ولم يستبعد مصدر «المساء» أن يكون الحادث ناتجا عن عدم احترام المسؤولين عن المشروع المواصفات التقنية في البناء، سواء في ما يتعلق بطبيعة الحديد المستعمَل في عملية البناء أو سمك الأعمدة المشيدة، التي يبدو أنها لم تتحمّل أشغال السقف المشيَّد عليها، فتهاوت جانبيا وبسرعة، قبل أن تنتهي هذه الأعمال. وقد وقع الحادث عندما شرع العمال (أغلبهم شباب يقطنون في نواحي مدينة مراكش) في بناء شُرفة «بالكون» تبلغ مساحتها ثلاثة أمتار، الأمر الذي أرجع إليه أحد العمال السبب في حادث الانهيار. ويُنتظَر أن يفتح تحقيق أمني حول ملابسات الحادث وأسبابه والوقوف على الجهة التي تسببت في الانهيار، الذي كاد أن يكرر كارثة القنيطرة التي راح ضحيتَها قبل سنتين حوالي 18 عاملا في مجال البناء، إضافة إصابة العشرات منهم بعاهات مستديمة. ويتكون المُركَّب السياحي «أملكيس»، الذي هو في ملك هولدينغ «أونا» من ثلاثة أشطر، ويضم كل شطر حوالي 300 فيلا. ويقوم الهولدينغ ببيع المساحة المطلوبة من الأرض المحفَّظة للزبون الذي يتعاقد مع شركة أو مقاول لتشييد بنائه. ويضم المركب السياحي مرافق متكاملة من غولف ومناطق خضراء شاسعة وطرق معبَّدة، ويمتد على أكثر من 20 هكتارا. ويصل ثمن المتر الواحد في المركب السكني حوالي 10000 درهم ويقيم فيه مغاربة وأجانب.