أكد تقرير الطب الشرعي بحي الولفة بمدينة الدارالبيضاء أن العظام والجماجم البشرية التي تم العثور عليها نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة المحمدية تعود إلى مجموعة من الأشخاص توفوا قبل أربعين سنة، كما أسفر بحث الفرقة الأمنية الثالثة للأبحاث التابعة للشرطة القضائية بالمحمدية التي كلفت بالقضية عن كون المنطقة، التي تم العثور في باطنها على العظام البشرية، كانت مقبرة قبل حوالي خمسين سنة، وهو ما أكده بعض ساكنة المنطقة. وعاينت «المساء» المنطقة المعنية الواقعة بين زنقة عبد الرحمان السرغيني وزنقة آسفي بالمنطقة السفلى للمدينة (القصبة)، والمحاطة بجدار قديم مبني بواسطة التراب والحجر. تصريحات شيوخ المنطقة أوضحت أن كل محلات المتلاشيات (لافيراي القصبة) وعددا من المنازل السفلية والفضاءات غير المأهولة توجد فوق المقبرة. لكن السكان الجدد المجاورين لها طالبوا بالتقصي في هويات أصحاب تلك العظام، والتحقق من صحة احتمال أن تكون مقبرة مهجورة، وتخوفوا، من أن تكون الرفات لأشخاص أجهز عليهم من طرف الاستعمار الفرنسي أو من طرف جهات حكومية أو عصابات، قبل أن يتم دفن جثث أصحابها في مقبرة جماعية. وطالب السكان باستخراج كل العظام البشرية وتنقية المنطقة في حال القبول باستمرار منازل السكان والمحلات التجارية فوق أرضها، أو إفراغها احتراما للأموات الذين دفنوا تحتها. وكان أحد المستخدمين بمصلحة (ليدك) تقدم إلى مصالح الشرطة القضائية بالمحمدية ليخبر مسؤوليها بأنهم، أثناء حفر خندق لتمرير سلك كهربائي لسوق تجاري بزنقة آسفي على مستوى عمارة الفاسية، عثروا على عظام وجماجم بشرية خلف جدار محلات المتلاشيات (لافيراي القصبة). وكانت الفرقة الأمنية الثالثة للأبحاث قد انتقلت إلى عين المكان وحجزت مجموعة من العظام البشرية (فكان أعلى وأسفل لازالا يحتفظان ببعض الأسنان والأضراس، وعظام العمود الفقري والساقين... وأجزاء أخرى صغيرة). وتم العثور على العظام البشرية على عمق عشرين سنتمرا.