اعتصم مجموعة من العمال والموظفين، أول أمس الاثنين، أمام مقر بلدية الكارة مطالبين بإنصافهم وذلك بصرف تعويضاتهم ومستحقاتهم عن الأعمال الشاقة، والعودة بالعمال المنظفين إلى التوقيت المستمر (من السابعة إلى الثانية زوالا)، عوض التوقيت المفروض عليهم حاليا (من السابعة صباحا إلى الحادية عشر صباحا، ومن الثالثة زوالا إلى السابعة مساء)، مشيرين إلى أنهم تعرضوا لإنذارات واقتطاعات بعد رفضهم العمل بالتوقيت الجديد. كما طالبوا بإنصاف الموظف الجماعي مبارك الربح، الذي صرح ل«المساء» أنه تعرض للكمة قوية على مستوى الرأس من طرف رئيس البلدية، جعلته يرتطم مع بخزانة حديدية، وأن الرئيس الذي وجده بقسم المصاريف والميزانية، حيث جاء إليه من مكتبه بمصلحة أجور الموظفين لجلب بعض الوثائق الخاصة بالمصلحة بعد توقيعها، استفسره عن سبب تواجده بالقسم، وبعد أن رد عليه فاجأه بلكمة قوية، مؤكدا أنه بمجرد وصوله إلى مكتبه سقط مغمى عليه، وتم نقله إلى المركز الصحي المحلي، حيث تم إسعافه، وطلب منه إجراء فحص عاجل ب(السكانير) على مستوى الرأس، وأنه في غياب سيارة الإسعاف تطوع أحد زملائه لحمله إلى مستشفى الرازي بمدينة برشيد، حيث تم منحه شهادة طبية تثبت عجزا مدته 25 يوما، كما اضطر إلى العودة إلى مصحة خاصة بالبيضاء بعد تدهور حالته الصحية، حيث مكث بها يومين وحصل على شهادة طبية ثانية مدة العجز بها 30 يوما. قضية الرئيس والموظف التي اندلعت بتاريخ سابع يوليوز الأخير، لازالت في طور التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببرشيد، ولم يتم بعد الاستماع إلى الأطراف المعنية والشهود. ومن جهة أخرى، اعتصم مجموعة من عمال وموظفي بلدية الكارة بدعوة من فرع نقابة المنظمة الديمقراطية للجماعات المحلية بالكارة، الذي يصر مكتبه المسير على ضرورة استجابة رئيس البلدية والوزارة المعنية لمطالبهم المتمثلة في توفير ظروف العمل الملائمة. ونفى عمر فقيهي رئيس بلدية الكارة كل ما جاء في بيان النقابة وتصريحات العمال، مؤكدا أن الاتهامات مفبركة لابتزاز المكتب المسير. وأوضح فقيهي أنه لم يعتد على الموظف، وأنه وجده خارج مكتب عمله، فأمره بالعودة إلى عمله، لكن الموظف لم يستسغ كلامه، وأن هناك أربعة موظفين حضروا الواقعة، ضمنهم موظفان شهدا بما حدث لصالحه، وموظفان شهدا لصالح الموظف لأسباب سياسية صرفة. وأضاف أن الموظف سقط بمكتبه الذي يبعد كثيرا عن مكان لقائه به وأنه تم نقله إلى المركز الصحي المحلي، عاد بعدها لاستئناف عمله. قبل أن يتم إقناعه باتهامه بالضرب من طرف جهات تكن للرئيس العداء، وهي الجهات التي اصطحبته إلى خارج المدينة من أجل تدبير شهادة طبية وهمية تثبت أنه تعرض للضرب. وأرجع الرئيس انتفاضة النقابة التي تدعم الموظف إلى تحديات المجلس الحالي من أجل تنمية المدينة وتقنين عمل البلدية وذلك بمحاربة الموظفين الأشباح بها وكذا الفئة التي تتهاون في عملها أو تستغل عملها لمصلحتها الشخصية. وعن التوقيت اليومي لعمل عمال النظافة بالمدينة، قال الرئيس في تصريح مباشر ل«المساء» إن القانون يخول له هذا الحق، وإنه قرر العمل بالتوقيت الجديد الخاص بفصل الصيف، ضمانا لنظافة المدينة. موضحا أن كميات الأزبال تتضاعف بسبب تزايد عدد المقيمين بالمدينة، وتضاعف الاستهلاكات اليومية وخصوصا الفواكه الموسمية. ورفض تعميم التعويضات عن الأعمال الشاقة الملوثة، معتبرا أن التعميم غير قانوني، وأنه لا يمكن صرف تعويضات لموظفين لا علاقة لهم بالأعمال الشاقة.