رغم الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الولاياتالمتحدة، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لم يتردد في الإنفاق ببذخ كبير على حفل زفاف ابنته الوحيدة تشيلسي، حيث بلغت تكاليف العرس الذي وُصف بالأسطوري نحو خمسة ملايين دولار. واهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بتفاصيل العرس، الذي حضره أكثر من 600 شخص، بالرغم من قرار حظر التصوير الذي فرضته الشركة المنظمة والتي عمدت إلى تفتيش المدعويين و«مصادرة» كاميراتهم وهواتفهم النقالة. كما خصصت وسائل الإعلام مقالات مطولة وتقارير تحليلية للكلفة الإجمالية للعرس وسخرت من ضخامتها وقارنتها مع دخل المواطن الأمريكي العادي في ظل الأزمة المالية التي تشهدها البلاد حاليا. لكن وسائل إعلام ليبرالية دافعت عن عرس كلينتون وأكدت أن الرئيس السابق يربح الكثير من المال حاليا ويستطيع الإنفاق ببذخ على ابنته الوحيدة، وأوردت أن ثمن إلقائه لخطاب لا تدوم مدته أكثر من عشرين دقيقة هو 250 ألف دولار! وأوردت مواقع إلكترونية أمريكية تهتم بأخبار المشاهير أن ثمن كعكة الزفاف بلغ 11 ألف دولار، فيما بلغت مصاريف الأكل 750 ألف دولار, بينما تجاوز ثمن الخيم المكيفة التي احتضنت مراسيم العرس والزينة الباذخة وباقات الورود والسجاد الأحمر 800 ألف دولار، دون ذكر فستان الزفاف والمجوهرات التي ستتزين بها العروس المحظوظة. وتحول زفاف تشيلسي كلينتون من المصرفي اليهودي مارك ميزفينسكي إلى حدث سياسي شغل الناس في أمريكا طوال الأيام القليلة الماضية. وعبّر عدد من كبار المسؤولين في الحزب الديمقراطي عن خيبة أملهم لعدم توصلهم بدعوة من عائلة كلينتون لحضور ما وصفته وسائل الإعلام بزفاف القرن في أمريكا. حتى نائب بيل كلينتون أيام رئاسته آل غور لم يتوصل بدعوة لحضور العرس الأسطوري بسبب التقارير الإخبارية غير المؤكدة عن قيامه بالتحرش جنسيا بفتاة تعمل كمدلكة في أحد الفنادق الكبرى قبل سنوات. كما أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما صرح لبرنامج «ذو فيو» على شبكة ABC بأنه لم يتلق دعوة لحضور الحفل الباذخ، لكنه أكد بأنه يتفهم صعوبة تواجد رئيسين أمريكيين في مكان واحد، كما نبه إلى صعوبة حضوره حفل الزفاف بسبب التدابير الأمنية المشددة التي كان يجب على المنظمين اتخاذها لحمايته، ومن بينها فتح الهدايا وتفتيشها والمرور عبر كاشفات للمواد المعدنية والخضوع للتفتيش البدني الدقيق في حال إصدارها لرنين.