أصيب الرأي العام البريطاني في ماي 2008 بالفزع نتيجة خبر تناولته وسائل الإعلام العراقية عن جريمة شرف ارتكبها مواطن عراقي بسبب وقوع ابنته في غرام جندي يخدم ضمن القوات البريطانية في جنوب العراق . ووفقاً للتقارير الصحفية، فقد اعترفت الفتاة رند عبد القادر «17 عاماً» التي كانت تعمل متطوعة في إحدى الجمعيات الخيرية لمساعدة المهجرين في مدينة البصرة لصديقتها في العمل زينب، بوقوعها في حب جندي بريطاني يدعى بول «22 عاماً». وبمجرد أن سمع والد رند أن ابنته شوهدت وهي تتحدث إلى رجل غريب، أسرع إلى المنزل وعاجلها بطعنات سكين حاد من دون أن يلتفت لصراخها واستغاثاتها هي وأمها، اعتقاداً منه بأن هذه هي الطريقة المثلى لتنظيف سمعة العائلة. وكتبت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن وزارة الدفاع البريطانية أمرت بالبحث عن الجندي لمعرفة هويته. لكن القادة الميدانيين يُصرّون على أن بول لم يرتكب أي خطأ في بناء صداقة مع الفتاة، وأن علاقة الحب بينهما كانت بريئة ولم تتطور لتصل إلى حد الاتصال الجسدي. أما الشرطة العراقية فأوقفت الأب لمدة ساعتين فقط، لكنها لم تتخذ في حقه أي إجراء قضائي. ونقل عن الضابط علي جابر، من شرطة البصرة، أن الأب يتمتع بعلاقة جيدة مع السلطات في المدينة، وأن بعض رجال الشرطة العراقية هنؤوه على جريمته في حق ابنته. الأم التي هربت من المنزل عقب الحادث قالت لوسائل الإعلام حينها إنها تعرضت لاعتداء جسدي من زوجها الذي كسر ذراعها لأنها طلبت منه الطلاق. وروت أنها عندما شاهدت زوجها هائجاً ويهم بذبح رند بدأت تصرخ ونادت على أبنائها ليمسكوا بوالدهم ويمنعوه من قتل أختهم. لكنه عندما أبلغهم بسبب هياجه، ساعدوه للقضاء عليها، بدلاً من المحافظة على حياتها. ووفقاً للأم، داس الأب أولاً على عنق رند حتى اختنقت، ثم طعنها بضع مرات بالسكين وهو يصرخ أنه نظف شرف العائلة . لكن عدداً من المعلقين البريطانيين، قالوا إن الحادث يثير علامات استفهام عديدة حول الطريقة التي يجري بها تدريب الجنود البريطانيين الذين يخدمون في بلدان ذات عادات وتقاليد مختلفة عن تقاليدهم الشخصية، خصوصا في العراق وفي البصرة بالذات، التي وفقاً للإحصاءات الرسمية المنشورة عن الأوضاع الاجتماعية في المدينة وقعت فيها 47 جريمة قتل خلال العام الماضي فقط على خلفية شرف العائلة .