نفذ ملثمان، صباح أمس، عملية سطو وسط العاصمة الرباط استهدفت مواطنا قيل إنه هو مالك مقهى «الفن السابع». وقد كانا يمتطيان سيارة يرجح أنها مسروقة. عملية السطو، التي انتهت بإصابة شخص كان يرافق الضحية بجروح خطيرة على مستوى اليد، وقعت في حدود الساعة السابعة صباحا بعد أن قام الجانيان بترصد مسير المقهى وتعقبه قبل مباغتته وتجريده، تحت طائلة التهديد بأسلحة بيضاء، من حقيبة كان يحملها. وأثناء محاولة مرافق مسير المقهى مقاومة الجانيين طعنه أحدهما في يده قبل أن يفرا باتجاه السيارة التي كانا قد ركناها بالقرب من ملهى «أمنيزيا»، غير أن هذه الأخيرة أصيبت بعطل مفاجئ جعل منفذي العملية يهربان ومعهما «الغنيمة» باتجاه السويقة بعد أن طاردهما بعض المارة. مصالح الشرطة التقنية، التي حضرت إلى عين المكان مع فرقة تابعة للشرطة العلمية والتقنية، عمدت إلى فحص السيارة ورفع البصمات الموجودة عليها من أجل المساعدة في تحديد هويتي الجانيين، في الوقت الذي رجحت فيه مصادر مطلعة أن يكون الأخيران قد عمدا إلى مراقبة الضحية لفترة طويلة من أجل دراسة تحركاته وتحديد الفترة التي يقوم فيها بإخراج مداخيل المقهى استعدادا لإيداعها بالبنك. كما رجحت المصادر ذاتها أن يكون الجانيان قد عمدا إلى تزوير لوحة ترقيم السيارة التي هي من نوع فيات بونتو. واتصلت «المساء» بإدارة مقهى «الفن السابع» لمعرفة تفاصيل العملية، غير أن عاملين بها رفضوا الحديث حول الموضوع، في وقت أكد فيه آخرون وقوع عملية السطو بالقرب من باب المقهى، لكن دون أن يحددوا هويتي المعتديين أو المعتدى عليهما. ومباشرة بعد وقوع الحادثة، قامت عدة دوريات تابعة للشرطة بتمشيط عدد من الشوارع، فيما لجأت عناصر الشرطة القضائية إلى تكثيف تحرياتها في محيط المدينة العتيقة من أجل ضبط الجانيين، خاصة وأن المعلومات الأولية تشير إلى أن مرتكبي عملية السطو يقطنان في منطقة قريبة من مكان وقوع الحادث، وهو ما دفعهما إلى وضع لثام على وجهيهما لإخفاء ملامحهما، كما تم الاستماع إلى عدد من الشهود ممن عاينوا عملية السطو والذين أعطوا بعض الأوصاف التي قد تساعد مصالح الشرطة على اعتقال منفذيها. وكان تقرير رسمي، صدر أواخر سنة 2009، قد ذكر أن معدل الجرائم التي ترتكب شهريا بالمغرب هو 28 ألف جريمة، مشيرا إلى أن وتيرة الجرائم المرتكبة بسبب الخمر والمخدرات عرفت ارتفاعا حادا، إذ وصلت نسبة الجرائم المقترفة تحت تأثيرها إلى 65 في المائة من مجموع الجرائم، وينتمي أغلب المتورطين فيها إلى المناطق الهامشية والأحياء الشعبية الفقيرة، وتتراوح أعمارهم عموما بين 24 و35 سنة.