بعد أكثر من شهر على اجتيازها لامتحانات «الباكلوريا» تخصص علوم اقتصادية وهي على فراش المرض، وقبل يوم فقط من البت النهائي في نتائج الدورة الاستدراكية، أسلمت التلميذة عائشة الجابري، صباح أمس، الروح إلى باريها بعدما نال منها داء السرطان الذي نخر جسدها الصغير مسدلة الستار على معاناة طويلة مع هذا الداء. عائشة البالغة من العمر 18 سنة، والتي ظلت تقاوم السرطان لمدة ثلاث سنوات، كانت أمنيتها الأخيرة أن تنجح في الحصول على شهادة الباكلوريا التي اجتازت امتحاناتها فوق سرير المرض الخبيث، الذي منعها من اجتياز الدورة العادية، لتصر على إجراء امتحانات الدورة الاستدراكية، وهي الأمنية التي صارت في طريقها إلى التحقق، حيث تشير النقط الأولية إلى أن عائشة ستحصل على الباكالوريا بمعدل متميز. وفي تعليقها على الوفاة، قالت نجية أديب، رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»: «على الرغم من أن ملف هذه الفتاة لا يدخل في مجال اختصاصاتنا، إلا أن هذه التلميذة تجسد رمزا للكفاح والمثابرة والإرادة والتشبث بالحياة، إذ إنها على الرغم من سقوطها طريحة على فراش الموت، أبت إلا أن تجتاز امتحانات البكالوريا، في الوقت الذي تتوفر للبعض الإمكانيات والصحة للدراسة، لكنهم يرفضون ولا يهتمون بها ويسعون إلى الغش عبر تقنيات مختلفة. والأمر المحزن أن مديرة الأكاديمية التي وفرت لها كل ظروف الرعاية، أكدت أنه رغم معاناتها فقد استطاعت أن تحصل على بعض النقط الجيدة في بعض المواد، وهذا في رأيي رمز للإرادة والمثابرة».