توثق الصورة لحدث مهم في تاريخ الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي انشق عن حزب الاستقلال، يتمثل في إطلاق العدد الأول للجريدة اليومية «التحرير» التي صدرت عن مطبعة «إمبريجميا» التابعة للاتحاد المغربي للشغل. الصورة التي أخذت في الثاني من شهر أبريل من سنة 1960 تُظهر فريق الصحفيين الذي وقف وراء إخراج العدد الأول تحت إشراف عبد الرحمن اليوسفي، وتبرز الصورة محمد الفاتحي، وأحمد شكير، ومحمد الأيوبي، ومحمد باهي، والطيب الفيلالي، ومحمد منصور، وعبد السلام بوسرغيني... وافتتح العدد الأول من الجريدة اليسارية بمقال «سفر عبد الله إبراهيم إلى بيروت، خطوة فعالة نحو تصفية الجو العربي»، كما ضم العدد مقالا بعنوان «الصحافة بين البناء والهدم»، ووضعت صورة للملك الراحل محمد الخامس في أعلى العدد. وفي تلك الفترة كان الفقيه البصري مدير جريدة التحرير، في الوقت الذي كان يشغل عبد الرحمن اليوسفي رئاسة تحرير اليومية. وبعد ثمانية أشهر على إطلاق العدد الأول من جريدة التحرير، سيتم اعتقال عبد الرحمن اليوسفي ومحمد الفقيه البصري مدير «التحرير» بتهمة التحريض على العنف والنيل من الأمن الوطني للدولة والأمن العام، قبل أن يفرج عنهما. اعتقل عبد الرحمن في شهر يوليوز من سنة 1963 مع جميع أعضاء اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بتهمة التآمر، وصدر عليه حكم بالسجن مدة سنتين مع وقف التنفيذ، وقد تمتع بعفو الحسن الثاني في سنة عام 1965، وبعد ذلك، اتجه عبد الرحمن اليوسفي، في شهر نونبر من السنة ذاتها إلى باريس للإدلاء بشهادته كطرف مدني في محاكمة مختطفي المهدي بن بركة، وقضى اليوسفي في فرنسا 15 سنة، كما حكم عليه غيابيا في جلسات محاكم مراكش (1969 – 1975)، وطالب المدعي العام بإصدار حكم بالإعدام على اليوسفي، قبل أن يصدر عفو ثان في حق اليوسفي في 20 غشت من سنة 1980، وبعدها بشهرين عاد اليوسفي إلى المغرب.