أعلن وزير النقل والتجهيز، كريم غلاب، أن وزارته ستدخل في مشاورات مع المهنيين والعاملين في القطاع خلال الشهور القليلة المقبلة قبل دخول مدونة السير على الطرق حيز التنفيذ في أكتوبر القادم، وذلك بعد سبات عميق دخلت فيه الوزارة خلال الشهور التي تلت المصادقة على المدونة داخل البرلمان، إذ ربما شعر الوزير بأنه أصبح معفيا بعد اجتياز ذلك الاختبار الصعب. واليوم وقد اقترب موعد التطبيق الفعلي للمدونة، يبدو أن هذا الصيف سيكون ساخنا، لأن هناك عدة ملفات موجودة في الرفوف لم يتم الحسم فيها، بينما تستعجل الوزارة دخول المدونة مجال التطبيق، وكأنها استكملت جميع الشروط اللازمة للتطبيق السليم للمقتضيات القانونية المضمنة في المدونة، وهنا يجد المهنيون أنفسهم بين خطابين للوزير، خطاب يقول إن المدونة صودق عليها وسوف تدخل حيز التنفيذ، وخطاب يقول إن باب الحوار مع النقابات المهنية لم يغلق بعد، دون أن يعرف أحد ما جدوى الحوار إذا كانت الوزارة مصممة على أن يكون أكتوبر المقبل هو موعد بداية التطبيق. فأرباب سيارات التعليم ما زالوا يشتكون من أن الوزارة لم تتحاور معهم ولم تفرج عن البطائق الخاصة بالمدربين التي تسمح لهم بالمزاولة القانونية للمهنة، في ظل فوضى يعيشها هذا القطاع، ورغم مرور اثنتي عشرة سنة لم يتم خلالها تنظيم أي اختبار من طرف الوزارة، في وقت تتحدث فيه هذه الأخيرة عن دفتر تحملات للقطاع وتضع العربة أمام الحصان، دون أن تقدم على تنظيم هذا القطاع الذي يشكل حلقة مهمة في مسار تطبيق المدونة الجديدة، كما أن الوزارة استقدمت مدربا فرنسيا قبل مدة قصيرة بدعوى تدريب مهنيي السياقة وكأن المغرب يخلو من الكفاءات، ما يدفع إلى التساؤل حول جدية وزارة غلاب في التنزيل السليم للمدونة.