دعا محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، إلى ضرورة تغيير العقليات بخصوص النظرة إلى المهاجرين باعتبارهم موردا ماليا ليس إلا. وقال عامر، خلال ندوة صحافية أمس بالرباط، إنه يسعى إلى التنسيق مع وزارة الداخلية، من أجل أن تتولى عقد لقاء مع العمال والولاة لتحسيسهم بضرورة الاهتمام بالجالية، وقال إنه يجب أن نعرف أن المهاجرين ليسوا «روبيني مطلوق»، داعيا إلى الاعتناء بهم والاستماع إليهم. وأكد عامر أن الحاجة باتت ماسة إلى خلق هيكل خاص بتتبع استثمارات المهاجرين في المغرب، والسعي إلى إقناعهم بالاستثمار في القطاعات الجديدة والواعدة، وقال: «لا نريد استثمارات الجيل القديم من المهاجرين في مجال العقار فقط، بل نريد استثمارات في مجال تكنولوجيا الإعلام، والفلاحة والسياحة القروية...». وحول سياسة العودة الطوعية للمهاجرين المغاربة التي تنوي الحكومة الإسبانية تطبيقها، قال عامر: «إلى حد الآن لم نتوصل بشيء رسمي بهذا الشأن، ويبدو أن الأمر يتعلق بمشروع تجري مناقشته في البرلمان»، وأضاف: «لا أعتقد أن أحدا بإمكانه إجبار المهاجرين على العودة، وإذا حصل ذلك فإننا سندافع عن مصالح مواطنينا وفق الاتفاقيات الثنائية المبرمة، ولن نبقى مكتوفي الأيدي إذا تم المساس بحقوق المهاجرين»، وعبر عامر عن أسفه من إجراءات التضييق على المهاجرين في عدد من البلدان الأوربية، وقال: «ما يزعجني أكثر هو التضييق على المهاجرين في ما يتعلق بالتجمع العائلي». وحول عملية العبور 2008، أعلن عامر أنها سترتكز على أربعة مرتكزات، الأول يهم توفير وسائل النقل من خلال وضع أسطول بحري يتكون من 27 باخرة بحمولة يومية تقدر ب64.594 مسافرا و16.207 سيارات، وتقوية حمولة النقل الطرقي بالتصريح لشركات جديدة مغربية وإسبانية، وإلزام الشركات البحرية باحترام المواعيد وتجنب تجاوز الحمولة. أما المرتكز الثاني، فيهم ضمان الأمن العام من خلال تعبئة قوات الأمن والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية لهذه العملية، حيث سيبلغ عدد عناصر الأمن الوطني 2030، والقوات المساعدة 725، و260 من رجال الدرك. كما ستقوم وزارة النقل بتعبئة 25 مراقبا للحافلات والنقل الطرقي بمختلف نقط العبور. أما المرتكز الثالث فيهم توفير المساعدة الاجتماعية والمواكبة الإدارية، حيث توفر مؤسسة محمد الخامس للتضامن 400 مساعدة اجتماعية وطبيب وطبيب مساعد موزعين على جميع النقط الحدودية الخاصة بالعبور. كما ستتم الاستعانة ب193 سيارة إسعاف تضم في مجموعها 679 طبيبا و1668 ممرضا من وزارة الصحة والوقاية المدنية والهلال الأحمر. أما المرتكز الرابع فيهم تطوير التواصل والتحسيس، وذلك من خلال وصلات إشهارية تلفزية وإذاعية خاصة بعملية مرحبا 2008، وطبع مطويات ودلائل تواصلية وإخبارية بمختلف اللغات. ومن جهة أخرى، أكد عامر أن وزارته ستطلق قريبا بوابة متنوعة على الأنترنيت توفر كافة المعلومات للجالية.