أصبح مشروب المياه الغازية عادة غذائية لدى كثير من الناس لاعتقادهم أنها تساعد على الهضم، وقد ساعدت على ذلك عوامل عديدة منها، الدعاية المكثفة بالوسائل الإعلامية ، كما أن وجود مادة الكافيين في هذه المشروبات له الأثر الخفي على التعود على هذه المشروبات. ولمعرفة حقيقة المياه الغازية نتطرق في هذا الموضوع إلى أهم مكوناتها المعروفة، وربما فوائدها وأضرارها الصحية، أهم وأول مكون هو السكر يجب أن يكون نقيا يصل تركيزه في الشراب الأساسي من 40 إلى 60 بالمائة، ثم المواد المكسبة للنكهة، ومحمضات كحمض السيتريك وحمض والمليك وحمض الفوسفوريك، وكذلك ملونات ومواد حافظة ومستحلبات، وأخيرا غاز ثاني أكسيد الكربون والماء. هذه التركيبة تؤدي إلى مجموعة من الآثار السلبية أولا، ملء المعدة بالسوائل على حساب المغذيات والمشروبات التي يجب أن يتناولها الإنسان من المغذيات, وهذا يؤدي إلى الإحساس السريع بالشبع دون فائدة غذائية تذكر سوى السعرات الحرارية, ويعادل محتوى العلبة في المتوسط ربع ما يحتاجه طفل صغير من السعرات الحرارية المطلوبة لإفطاره، وهي تملأ ثلث معدته وتعطيه الإحساس بالشبع مما يفقده الشهية. زيادة كمية السكر في المشروبات تؤدي إلى تسوس الأسنان وزيادة الوزن لأن ما يعادل (10) ملاعق سكر الموجودة في عبوة المياه الغازية كافية للتأثير على امتصاص فيتامين (ب) بالجسم، والذي قد يؤدي نقصه إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والكآبة والتشنجات العضلية. إن احتواء المياه الغازية على كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون يعمل على خفض درجة الحموضة في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلي عرقله عملية الهضم. ارتفاع الحموضة يؤدي إلى إذابة الأسنان والعظام تدريجيا مع زيادة كمية الاستهلاك، نظرا لوجود حمض الفوسفوريك، لأنه يمثل عامل خطورة على قوة العظام ومتانتها, لأن حمض الفوسفوريك يسبب هشاشة العظام، أما الكافيين فيسبب زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وله تأثير مباشر على المعدة والجهاز العصبي. فيما يخص المواد الملونة قد يكون لها تأثير ضار مع زيادة الاستهلاك، إلا أن الإكثار من تناول المشروبات الغازية بصورة عامة لدى الكثير من الناس يشكل خطورة صحية على أصحابها خصوصا من يعاني من أمراض مزمنة. يحتاج الأطفال والمراهقون إلى الحليب والعصائر الطبيعية كمشروب مغذ لبناء أجسامهم وليس إلى مشروبات لا تحتوي على أي مغذيات نافعة.