الفتق هو فتح أو ضعف في غشاء عضلات جدار البطن أو الفخذ، وبذلك يؤدي هذا الخلل إلى حدوث انتفاخ في جدار البطن أو الفخذ وعادة ما يكون هذا الانتفاخ أكثر وضوحًا، عندما يتم شد عضلات البطن بسبب الضغط المتزايد على البطن، ولذلك يمكن لزيادة حدة الأنشطة الواقعة على البطن أن تفاقم من حدة هذا الفتق، ومن أمثلة هذه الأنشطة رفع الأشياء والأجسام والأوزان الثقيلة والسعال والتوتر وكل ما يؤدي إلى سرعة حركة الأمعاء. يمكن تعريف الفتق (Hernia) بأنه بروز جزء من أحشاء البطن (وبخاصة الأمعاء الدقيقة) من فتحة ناشئة في تجويف (البريتون) الذي يحوي هذه الأحشاء، ويحدث الفتق «عادة» نتيجة وجود نقطة ضعف في جدار البطن فتنتهز الأمعاء تلك الفرصة وتنساب من خلال هذه النقطة الضعيفة وتبرز تحت الجلد· ومعروف أن البطن عبارة عن تجويف يحتوي على الأحشاء الممثلة في الأمعاء والكبد والطحال والمعدة والبنكرياس وكذلك الرحم والمبيضين عند الأنثى·· وهذه الأعضاء محاطة بغلاف رقيق يسمى (البريتون)، فإذا وجدت نقطة ضعف في جدار البطن - لأي سبب من الأسباب - يحدث قطع أو ما نطلق عليه (فتق)، ويخرج عبره جزء من هذه الأحشاء، وهناك فتحات طبيعية في جدار البطن كما هو موجود بالمنطقة الإربية، (موضع اتصال أسفل البطن بالفخذ) حيث تمر الأوعية الدموية والحبل المنوي من تجويف البطن إلى الفخذ أو إلى الخصية، كذلك هناك فتحة أخرى خلال الحجاب الحاجز حيث يمر المريء من تجويف الصدر إلى تجويف البطن إلخ···، وهنا قد يحدث الفتق إذا خرج جزء من هذه الأحشاء من خلال إحدى هذه الفتحات الطبيعية· ويظهر الفتق على هيئة انتفاخ تحت الجلد يزداد حجمه عند بذل أي جهد من شأنه أن يرفع الضغط داخل البطن، مثل الوقوف أو السعال أو الصراخ· إلخ··· وإذا حدث الفتق في السرة أو حولها سمى (فتقاً سُريا) Umbilical Hernia، وإذا حدث الفتق في المنطقة الواقعة بين أسفل البطن وكيس الخصية سمي (فتقاً إربياً) Inguinal Hernia)، وإذا حدث في جدار الحجاب الحاجز سمي (فتق الحجاب الحاجز) Hernia Diaphragmatic ، وإذا حدث الفتق في أعلى الفخذ سمي فتقاً فخذياً Femoral Hernia وهناك (الفتق الجراحي) Incisional Hernia هو الذي يحدث بعد عمليات فتح البطن وخصوصاً إذا تقيح الجرح· ويتكون الفتق من الكيس «البريتوني» ومحتوياته، ويغطي الكيس أنسجة جدار البطن، أما محتويات الفتق قد تكون ناتجة من أي عضو من أحشاء البطن، إلا أننا لا نجد داخل الكيس - في معظم الحالات - إلا الأمعاء الدقيقة· يذكر أن الإصابة بالفتق لا تقتصر على أحشاء البطن، كما قد يظن البعض، فقد يصاب العمود الفقري أو المخ أو الرئة أيضا بهذا المرض· وتنحصر المواقع التي يقع بها الفتق في منطقة أعلى الفخذ وتحدث الإصابة في هذه المنطقة لعدة أسباب، منها ضعف المنطقة التشريحية للفخذ ونتيجة لقوة دفع وثقل جسم الإنسان على الجزء السفلي منه والذي يمثله الفخذ وكثرة الضغط على هذا الجزء يؤدي إلى ضعف هذه الأنسجة. وهناك أنواع أخرى من الفتق وهي التي تحدث في منطقة منتصف البطن وغالبًا ما تكون فوق السرة وهذا النوع من الفتق غالبًا ما يكون غير مؤلم. الأنواع الأخرى للفتق هناك أنواع متعددة من الفتق مثل تلك التي تحدث فوق المعدة والسرة أو الجزء الداخلي من السرة أو المناطق المختلفة في البطن والتي يكون هناك ضعف بالمواقع التشريحية أو الهيكلية بها. وباستثناء الفتوق الداخلية (التي تحدث داخل البطن) يصاحب الفتوق تورم ذو انتفاخ وغالبًا ما يرتبط بحدوث ألم أو عدم الإحساس بالراحة في الموقع المصاب لكن قد تكون الفتوق الداخلية التي تصيب الأمعاء أو القولون صعبة التشخيص وقد لا يتم الوصول إليها بسبب موقعها. إصلاح منطقة الفتق يتطلب إصلاح منطقة الفتق، إجراء عملية جراحية وهناك إجراءات مختلفة يمكن استخدامها لتحديد نوع الفتق. إجراء العملية يبدأ بالتخدير والتعقيم المناسب لموقع الفتق، حيث يتم فتح الأنسجة التي تعلو الفتق من أجل العلاج منه والهدف من إجراء العملية الجراحية يكون عزل الأنسجة الطبيعية وإصلاح الأنسجة المعطوبة، حيث يتم إغلاق الفتق أو الثقب عن طريق الخياطة ولكن قد تحدث مضاعفات للأنسجة المحيطة وهذا ما يراعيه الأطباء عند إجراء هذه العمليات الجراحية. حتى بعد إجراء العملية يمكن أن تحدث فتوق عديدة أخرى بسبب ضعف أنسجة هذه المنطقة، خاصة منطقة أعلى الفتق. وقد حدث في الآونة الأخيرة تطور في أنواع وأدوات التعقيم وخياطة الأنسجة العميقة في محاولة لتوفير أفضل النتائج. وتجري الآن تقنيات جيدة من خلال سد هذا الثقب عن طريق استخدام تقنيات المناظير. تقنية إصلاح الفتق بواسطة المناظير هي تقنية حديثة لإصلاح منطقة الفتق من خلال المناظير وهي امتداد للطريقة التقليدية لإصلاح الفتق المتكرر في نفس الموقع وتسمح هذه التقنية للطبيب عبر المنظار بالدخول إلى منطقة الفتق وإصلاحها مع تقليل حدوث المخاطر إلى الحد الأدنى. ومن مزايا هذه الطريقة هي تغطية جميع المواقع المحتملة للفتق، مما يقلل من مخاطر تكرارها وأيضًا خفض الألم الذي يحدث بعد إجراء الجراحة. أي أنواع التخدير تستخدم لجراحة الفتق؟ يمكن أن يتم علاج الفتق عبر مجموعة متنوعة من أساليب التخدير، أما مع التقنيات الحديثة فهناك نوع من التخدير العام الأمر الذي يكون أكثر أمنًا، كما أن هناك نوعاً من التخدير الموضعي ويتم اختيار النوع المناسب من التخدير بعد إجراء الفحص الدقيق لصحة المريض العامة والاهتمامات الفردية له. تقوية عضلات الفتق للأسف لا يمكن إجراء التمارين لتقوية عضلات الفتق أو العضلات المحيطة بها، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من الضغوط الواقعة على منطقة الفتق وتفاقم حالتها. ما الذي يمكن عمله لمنع حدوث الفتق؟ معظم العوامل التي تؤدي إلى تطوير الفتق خارجة عن سيطرة الفرد ولكن يمكن أن تتم السيطرة على مخاطرها وتلافيها عن طريق عدم رفع الأشياء الثقيلة والسيطرة على زيادة وزن البطن. هل الفتق وراثي؟ قد يكون الفتق ناتجاً عن بعض العوامل الوراثية خاصة المتعلقة بضعف البنية الهيكلية والتشريحية للأنسجة. كيف يمكن معرفة ما إذا كان التورم أو الانتفاخ هو فتق؟ عادة ما لا يكون وجود التورم أو الانتفاخ في البطن أو الفخذ دليلاً على وجود الفتق وهذا الأمر يترك في النهاية إلي تقييم الطبيب المعالج.