سيعيش مطار ابن سليمان، نهاية شهر يوليوز المقبل، أكبر عملية إعادة إسكان لأزيد من 1300 أسرة عسكرية قادمة من مطار آنفا في إطار إتمام عملية نقل أنشطة مطار آنفا إلى مطار ابن سليمان، وتمكين العاصمة الاقتصادية من وعاء عقاري يناهز 350 هكتارا.عملية الترحيل التي بدأ الإعداد لها منذ أشهر، عرفت سرعتها القصوى في الأسابيع الأخيرة، وسط تخوفات من عدم قدرة إدارة المطار على توفير الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية. في ظل غياب أو ضعف المرافق العمومية الضرورية، من محلات تجارية وخدماتية ومساجد ومؤسسات تعليمية ومراكز صحية. وهي مشاريع مبرمجة منذ انطلاق أشغال بناء المطار على مساحة 16 هكتارا. فقد علمت «المساء» أن على إدارة المطار تدبير تعليم أزيد من1610 تلاميذ وطلبة ضمن هذه الأسر التي يفوق عددها أزيد من7000 نسمة. وأن الإدارة التي أشرفت على إتمام أشغال بناء مؤسسة تعليمية ابتدائية داخل المطار ووعدت ببناء إعدادية وثانوية تأهيلية، ستجد صعوبة في تدبير مقاعد تعليمية ل900 تلميذ وتلميذة بالتعليم الابتدائي، و350 بالإعدادي، و250 بالثانوي التأهيلي و110 طلبة بالتعليم الجامعي. وأنها مطالبة بتوفر النقل اللازم لهذه الفئة والمقاعد الكافية لها داخل المؤسسات التعليمية والجامعية بمدينتي ابن سليمان والمحمدية، التي تعاني أصلا من الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية. معاناة الساكنة الجدد والقدامى ومعهم ساكنة محيط المطار، تمتد إلى إشكالية الصرف الصحي، حيث يقذف المطار مياهه المتعفنة على طول مجار عارية تزكم رائحتها الأنوف، وسيزيد صبيبها مع تزايد ساكنة المطار، وتوسع أنشطته. مليار وثمانمائة مليون درهم، هي قيمة إنجاز مشروع مطار ابن سليمان على مساحة ناهزت الألفي هكتار، والذي أشرف الملك محمد السادس شهر غشت 2006 على وضع حجره الأساس، وافتتاح مدرج المطار في وجه الملاحة الجوية. كما ترأس مراسيم التوقيع على اتفاقيتين للشراكة تتعلقان بإنجاز الأشغال بالمطار المذكور، ونقل أنشطة الطيران من مطار الدارالبيضاء أنفا إليه. حيث ستمكن العملية من توفير وعاء عقاري قدره 350 هكتارا بقلب العاصمة الاقتصادية. ويشمل المشروع تجهيز منارات تحديد المدرج وإضاءة ساحة العمليات، وبرج المراقبة وتجهيزات الاتصالات اللاسلكية، وتجهيزات الأرصاد الجوية، ويضم مجالا مخصصا لأنشطة الطيران المدنية يمتد على مساحة 874 هكتارا، منها منطقة مخصصة لمصالح الطيران مساحتها 421 هكتارا. وسور مداري تم إنجازه بشكل مسبق على طول 25 كلم، ومجال آخر يمتد على مساحة إجمالية قدرها 7000 متر مربع مخصصة لمخطط منشأة أكاديمية المملكة المغربية، تشمل مركز العمليات ومرائب الطائرات. ويضم المجال العسكري للمطار الجديد، ورشة متعددة الاستعمالات للقوات الملكية الجوية على مساحة 250 هكتارا، منها 110 آلاف متر مغطاة، ومنطقة مخصصة للواء الرابع للجنود المشاة على مساحة 130 هكتارا، منها 78 ألف مربع، وكذا مساحة مخصصة للبحرية الملكية قدرها 32 هكتارا. كما تصل الطاقة الاستيعابية السنوية للمطار إلى 50 ألف مسافر، ويضم مدرسة لتكوين الطيارين المدنيين، وتجهيزات جوية تستجيب لمعايير منظمة الطيران المدني الدولي، ومنارات تحديد المدرج وإضاءة ساحات العمليات وأبراج المراقبة وتجهيزات الاتصال اللاسلكية والأرصاد الجوية.