احتضنت قاعة «أمفي تريم» في الدارالبيضاء، مؤخرا، حفل توقيع ثلاثة دواوين شعرية للشاعر الأستاذ عبد الجليل فوزي، وهي«علمتني الحياة» و«الأمس المغتصب» و«شوارع الخريف». وتميز حفل التوقيع بحضور وازن لأسرة القضاء وهيآت المحامين وعشرات الفنانين المغاربة، إضافة إلى رجال الإعلام، إذ تحول حفل التوقيع إلى ملتقى أدبي وفني أبدع في سبر أغواره معظم المتدخلين الذين ثمنوا تجربة الشاعر، باعتبارها تحمل نفحاتٍ ثوريةً وقومية لا تخلو من اعتزاز بالوطن والحرية، كما أشادوا بقدرة الشاعر على التعبير، بصور شعرية مختلفة، عن محيطه الاجتماعي، دون تناسي التوهجات الشعرية المرتبطة بعلاقة الشاعر بالمرأة، التي يعتبرها رمز الأرض والوطن والسلام والحب، وكان حفل التوقيع مناسبة لمناقشة واقع الشعر وجدواه وراهنيته ومدى قدرته على صناعة بريق الأمل في نفوس المنكسرين. وكان الحفل كذلك مناسبة مواتية للخروج من ربقة «الروتيني» إلى رحاب الشدو، من خلال أغاني المطرب والملحن حسن ديكوك، الذي لحن قصيدتين للشاعر صدرتا الأسبوع ذاته في قرص مدمَج (سي دي) وهما بعنوان «لعنة الجمال» و«عاشق الهوى»، ثم من خلال قراءة قصائد للشاعر تغنى فيها بالقضية الفلسطينية وباهتمامات الشارع العربي، ومن خلال تدخلات الفنانين والمحامين التي أجمعت على حياكة الكلمة الشعرية الصادقة بأحقية الذود عن حقوق المستضعَفين. وسارع المكتب الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية في الدارالبيضاء، المُشرف على حفل التوقيع، إلى منح الشاعر بطاقة شرفية للانخراط في النقابة، باعتباره شاعرا موهوبا تَحمَّل عناء طرح ثلاثة دواوين في زمن انحسرت فيه فضاءات القراءة وبات إصدار مؤلَّف أدبي أو شعري مغامرةً غير محمودة العواقب. الدواوين الثلاثة «علمتني الحياة» و«الأمس المغتصب» و«شوارع الخريف» باقة شعرية خصها الأستاذ عزيز الرذاذ بالقول: إنها تدعونا إلى الوقوف «وجها لوجه أمام الكلمة -الحياة، والكلمة-الموت، والكلمة –الشعر، الذي لا يسمى إلا هكذا منذ الأزل، مرورا بما مضى ووصولا إلى اليوم، رافضا كل التعريفات والاصطلاحات التي تروج لسكبه في قوالب معينة، أو تسعى إلى وضعه في شبه زجاجات عاكسة لا تروق ألوانُها وأشكالها إلا لأصحابها وعرّابيها»، فيما لاحقها الأستاذ إبراهيم الأشقر بالإشارة إلى أنها «تشكل تجربة شعرية جعلت قلم الأستاذ فوزي عبد الجليل سيالا لا يكاد يجف له مداد حتى تمده عاطفته المتقدة بدفقات متجددة، حتى إن القارئ ليجد غرابة وهو يتتبع ما سال به يراع شاعرنا، عبر صفحات هذه الدواوين، فهو يجده أحيانا يلين، منسابا كانسياب الماء الرقراق بين الخمائل والبساتين». وقال الشاعر عبد الجليل فوزي إنه، كرجل قانون، يشعر بأنه قريب من هموم وتطلعات الناس، مبرزا أن عددا من الشعراء العرب والمغاربة البارزين مروا من دهاليز القانون، وكانت تجربتهم الشعرية حبلى بالتوهج والعطاء. ولم يفت الشاعرَ توجيهُ شكره إلى كل من ساعده على الإبحار في يم الشعر، خاصة وسائل الإعلام المغربية، التي رافقت تجربته إلى بر الصدور.