أحال عبد القادر الشنتوف، رئيس الغرفة الأولى وقاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط، ملحقة سلا، ملف 37 متهما بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» والإعداد لأعمال تخريبية على غرفة الجنايات الابتدائية لدى المحكمة نفسها. ومن المنتظر أن تنطلق أولى فصول هذه المحاكمة في العاشر من يونيو الجاري بعدما تقررت متابعة الأظناء، كل حسب المنسوب إليه، من أجل تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام مع تولي قيادة وتسيير العصابة وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها لارتكاب عمل إرهابي وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أعمال إرهابية وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها. هذا في الوقت الذي صرح فيه القاضي شنتوف بعدم متابعة (ع.خ)، المتهم 38، من أجل عدم التبليغ عن جريمة إرهابية وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، لعدم وجود أدلة كافية من شأنها اتهامه في هذه النازلة. ويذكر أن إيقاف المتهمين واعتقالهم من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية جاء في إطار الأبحاث والتحريات التي قامت بها عناصر الفرقة المذكورة من أجل تفكيك الخلايا الإرهابية التي لها صلة بتنظيم القاعدة، حيث تمكنت من الوصول إلى «تنظيم إرهابي» متخصص في استقطاب وإرسال المتطوعين قصد القيام بأعمال استشهادية إلى أفغانستان والعراق والصومال. المتهمون أكدوا، وفق التصريحات المنسوبة إليهم في محاضر الاستماع، أنهم كانوا يدمنون مشاهدة بعض البرامج ذات الطابع الديني التي كانت تبثها قنوات «الناس» و«المجد» و«إقرأ» و«الرسالة» و«الجزيرة»، وكانوا يطلعون على كتب دينية ك«رياض الصالحين» و«منهاج المسلم» و«صحيح البخاري» و»تفسير ابن كثير»، ويستمعون إلى دروس الشيوخ محمد حسان وحسين يعقوب وعائض القرني وأبو إسحاق الحويني وعمرو خالد، ويلجون المواقع الإسلامية الإلكترونية التي كانت تنشر بيانات تتعلق بالجهاد، إضافة إلى مواقع أخرى تبث أشرطة مصورة لمختلف العمليات الاستشهادية التي كان يقوم بها تنظيم القاعدة في مواجهة قوات التحالف، حيث كانوا يعمدون إلى نشرها بغاية الاستقطاب. وحسب المحاضر نفسها، فإن المتهمين، بعضهم كان مستقرا بكل من السويد وفرنسا وإسبانيا، سبق لهم الاتصال بشبكات عراقية وتركية وسورية مختصة في تهجير المتطوعين للجهاد في العراق وأفغانستان، وأخرى مختصة في تزوير جوازات السفر تنشط ما بين سبتة والمضيق، لتسهيل عملية تسلل أصحابها إلى الدولتين المذكورتين. وخلال مرحلة التحقيق الإعدادي، نفى أغلب المعتقلين انتماءهم إلى التيار السلفي الجهادي، أو إلى أي تيار ديني متطرف، أو تشبعهم بأفكاره وتوجهاته، وفندوا جميع التهم المنسوبة إليهم، منكرين وجود أية نية لديهم للتوجه إلى العراق قصد الجهاد، ونافين في الوقت ذاته علاقتهم بشبكات تهجير المتطوعين للجهاد بمختلف بؤر التوتر في العالم.