يتوقع المتتبعون للشأن الكروي أن يشهد الجمع العام للرجاء البيضاوي فرع كرة القدم، وهو أول جمع يعقده فريق مغربي بعد انتهاء الموسم الرياضي، صراعا بين المنخرطين الرجاويين، حول دعم أحد المرشحين الثلاثة، وهم عبد السلام حنات ومحمد بودريقة وسعيد حسبان، وهو الثالوث الذي سيتبارى مساء اليوم الجمعة حول كرسي الرئاسة لخلافة عبد الله غلام، الذي أعلن استقالته القبلية. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الحملة الانتخابية في أوساط المنخرطين استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل، لاسيما في ظل وجود تحالفات في صفوف المنخرطين الذين سيحسمون الأمر لصالح أحد المرشحين. وإذا كان مرشح «الشباب» محمد بودريقة، قد اختار عرض برنامج عمله في لقاء تواصلي مع المنخرطين بأحد فنادق الدارالبيضاء، تحت شعار «جميعا من أجل رجاء الشعب ورجاء المستقبل»، فإن عبد السلام حنات فضل التعامل مع الوضع الانتخابي بهدوء، انسجاما مع طبيعة حضوره كمرشح يدخل الجمع العام وهو متأبط ضمانات من الرؤساء السابقين، بينما يعلن سعيد حسبان نفسه مرشحا للرئاسة وفق منظور سياسي انسجاما مع المبدأ العام لسياسة، «لا يوجد في الانتخابات خصم دائم أو حليف دائم». ويتوقع الرجاويون بداية ساخنة للجمع العام الذي يفترض أن ينطلق عاديا وينتهي استثنائيا، حيث سيتلا التقريران الأدبي والمالي من أجل المصادقة، قبل دخول معترك البحث عن خليفة لعبد الله غلام. وقبل ساعات من الجمع العام دعم الرؤساء القدامى، في اجتماع طارئ، المرشح عبد السلام حنات، وأعلن عبد الله غلام دعمه المشروط لمرشح التجربة، بينما عقد تحالف المنخرطين في اليوم نفسه اجتماعا حضره عبد القادر الرتناني لدعم حنات الذي وصف برجل المرحلة. وينضم إلى حلف حنات، مجموعة من المسيرين السابقين، أبرزهم امبارك إحسان رئيس الرجاء البيضاوي لكرة اليد، وهو الفريق الذي يضم في مكتبه المسير مجموعة من المسيرين الخارجين عن طوع الرئيس السابق غلام، أبرزهم زكي السملالي. وعلى الرغم من ارتفاع «كوطة» حنات في بورصة الحملة الرجاوية، إلا أن فريق عمل بودريقة يصر على ضرورة التقيد بالضوابط الانتخابية، والصرامة في تحديد صفة الناخبين. وقال مساندو بودريقة إنه في حالة تجاوزه سقف الخمسين صوتا فإنه سيعتبر نفسه فائزا، مع إصراره على رفض الانضمام لفريق عمل آخر لا يملك برنامج عمل، وهو ما سيكبد الرجاء خسارة على مستوى الإشهار لأن عقد سييرا سينتهي قريبا وبودريقة أحد أبرز مهندسيه. من جهته، نفى سعيد حسبان ما تردد حول انصهاره مع مرشح آخر، وقال ل«المساء»: «لازلت متمسكا بترشيحي للرئاسة، ويمكن أن أتراجع مرحليا لفائدة برنامج إذا اقتضت مصلحة الرجاء الكبرى ذلك». وحذر حسبان من بعثرة أوراق الجمع بإشراك منخرطين لا يملكون الأهلية في عملية الاقتراع، وقال إن عدد المنخرطين الحاليين يصل إلى 233 علما أن 146 تقريبا لهم الحق في التصويت، ودعا ممثل الجامعة إلى تحمل كامل مسؤولياته في الجمع. من جهة أخرى عينت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، العضوين الجامعيين رشيد الوالي العلمي وعبد الهادي إصلاح لتمثيلها في الجمع «الحارق»، مع توصية بالتزام الحياد والاكتفاء بتدوين الملاحظات في تقرير يرفع إلى الجامعة.