سيشهد المونديال الجنوب الإفريقي، الذي لا تفصل عن بدايته سوى أيام معدودات، وجود عائلة ممثلة في منتخبين. حيث ستكون عائلة بواتينغ (زوج غاني وزوجة ألمانية) ممثلة في منتخبين، فقد اختار كيفن برنس بواتينغ، الذي يلعب في الدوري الإنجليزي رفقة نادي بورتسموث، وهو الابن الأكبر في العائلة منتخب الأب وحمل قميص المنتخب الغاني، في حين اختار الابن الأصغر، وهو مدافع نادي هامبورغ الألماني قميص الوالدة وسيلعب في المونديال لمنتخب ألمانيا. ومن الغريب أن المنتخبين معا يوجدان في مجموعة واحدة، حيث تضم المجموعة الرابعة منتخبات ألمانيا وغانا وصربيا وأستراليا. وسيكون الثنائي بواتينغ على موعد مع أحد أكثر مواقف المونديال إثارة للمشاعر الإنسانية المتناقضة، عندما يلتقيان وجهاً لوجه، ولكن بواتينغ الأكبر سيدافع عن قميص منتخب غانا، بينما شقيقه الأصغر سيدافع عن العلم الألماني، لتقف العائلة في حيرة من أمرها، دون أن يقرر الأب «الغاني» والأم «الألمانية» مساندة أي من الشقيقين. وباتت عائلة بواتينغ محط مقالات مجموعة من الصحف الألمانية، فإلى جانب التناقض في اختيارات الأخوين الشقيقين، تحمل وسائل الإعلام الألمانية إلى جانب الاتحاد الألماني بمعية الطاقم التقني بقيادة خواكيم لوف الشقيق الأكبر برنس كيفن بواتينغ، والذي يحمل قميص منتخب غانا مسؤولية الإصابة التي تعرض لها نجم المنتخب الألماني لكرة القدم مايكل بالاك في مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، والتي حرمت بالاك من التوجه إلى جنوب إفريقيا للدفاع عن حظوظ المانشافت الساعية إلى لعب أدوار طلائعية في المونديال، بل إن ما زاد الطين بلة عزم بالاك مقاضاة كيفن بواتينغ، بالرغم من أن اللاعب قدم اعتذاره، كما أن الاتحاد الغاني لكرة القدم راسل الاتحاد الألماني في رسالة تأسف فيها ممثل إفريقيا في المونديال عن حادث بالاك متمنيا له الشفاء العاجل. من جانبه أكد اللاعب «الغاني الألماني» كيفين برنس بواتينغ، نجم وسط بورتسموث، أنه لم يتعمد إيذاء مايكل بالاك، أوالتسبب في إصابته وحرمانه من المشاركة مع منتخب بلاده في المونديال، وأشار بواتينغ في تصريحاته، التي نشرتها «بيلد» الألمانية، إلى أنه شعر بالصدمة في بداية مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي التي خسرها فريقه أمام تشيلسي، حينما صفعه بالاك على وجهه، وقال إن تدخله الذي أدى إلى إصابة بالاك يظل أقل عنفاً من صفعة الأخير له. وفي تصريحاته التي نقلتها الصحف البريطانية عن نظيرتها الألمانية، قال بواتينغ: «تدخلي في حق بالاك كان بسبب الصفعة التي تلقيتها منه، أعتقد أن ما فعلته معه كان أقل حدةً وعنفاً من صفعته لي، فقد ظل يشتكي ويتحدث عن الصفعة التي تلقاها من زميله في المنتخب لوكاس بودولسكي، ولكنه ارتكب نفس الفعل في حقي، وعليه أن يعلم أنه ليس أفضل حالاً الآن من بودولسكي، فالتجاوز الأخلاقي الذي ارتكبه كل منهما متطابق تماماً». كما انتقد بواتينغ تصريحات يواكيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، الذي قال إن تدخله في حق بالاك كان يستحق بطاقة حمراء مباشرة، وعلق لاعب وسط بورتسموث، والمنتخب الغاني الذي يوجد مع منتخب ألمانيا في مجموعة واحدة بالمونديال تضم إلى جوارهما أستراليا وصربيا على تصريحات لوف قائلاً: «حينما سمعت لوف يقول إنني استحق الطرد تأكدت أنه يتعامل مع المواقف المتشابهة بطرق مختلفة، ويرى نفس الأشياء وفق منطق خاص به، فهل يحق لقائد منتخب ألمانيا أن يصفع من يشاء من البشر؟ إنه سلوك عدواني بلا جدال،