تبادل فؤاد عالي الهمة، عراب حزب الأصالة والمعاصرة، وعبد الله باها، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبارات العتاب خلال لقاء جمع بينهما لنحو نصف الساعة مساء أول أمس ببهو مجلس النواب. ووفقا لمصادر «المساء»، فإن اللقاء الذي جمع بين عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية وكاتب الدولة في الداخلية السابق، حين كان يهم هذا الأخير بمغادرة مجلس النواب، كان موضوعه الرئيس تجدد الحرب الكلامية بين الحزبين أثناء تعقيبهما على التصريح الذي قدمه الوزير الأول عباس الفاسي، بمناسبة مرور سنتين ونصف على تنصيبها. مصادرنا أفادت أن الهمة عاتب إخوان بنكيران لمهاجمتهم القوية لحزبه أثناء التدخل الذي قدمه فريق حزب العدالة والتنمية خلال الجلسة المسائية لمناقشة التصريح الحكومي، مشيرة إلى أن باها اعترف بأن رد حزبه كان قويا، لكنه استدرك خلال لقائه القصير بالهمة قائلا: «لو أن صاحبكم ما جبدناش في الصباح ما كناش نديرو بحال هذاك الرد»، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه أحمد التهامي، رئيس الفريق النيابي ل«البام» خلال الجلسة الصباحية. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الفقرات التي هاجم فيها فريق حزب العدالة و التنمية خصمه السياسي لم تكن متضمنة أصلا في تدخل الفريق، وإنما تمت إضافتها بعد أن أبلغ نواب العدالة والتنمية، الذين حضروا الجلسة الصباحية، باها بالهجوم الذي شنه رفاق الهمة. و أفادت المصادر أن القيادي في حزب بنكيران أوضح للهمة أن الخلاف بين الحزبين ليس وليد اليوم وإنما يمتد إلى أشهر منصرمة حين هاجم الهمة ذاته الحزب خلال برنامج تلفزيوني على القناة الثانية. ووصف باها، في اتصال هاتفي مع «المساء» صباح أمس الجمعة، لقاءه بالهمة ب«العابر والشخصي وغير الرسمي» وأنه كان «لقاء للمذاكرة الشخصية لا أقل ولا أكثر بعد مهاجمة حزبه لحزبنا». وقال باها، ردا على سؤال للجريدة حول ما إن كان قد اتفق مع الهمة على عقد لقاء في الأيام المقبلة لتذويب الخلافات بينهما، إن «الخلاف لا يفسد للود قضية، ومهما اختلفنا فنحن إخوة مسلمون ومغاربة وتربطنا علاقات إنسانية... وتجاوز الخلاف يقتضي التحاور للوقوف على طبيعة الخلاف». وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد هاجم حزب العدالة والتنمية دون أن يسميه، مبديا تأسفه لما أسماه التعامل السلبي لحكومة عباس الفاسي مع «عدم تذكير بعض الفرقاء السياسيين والجمعيات المدنية بكون السياسي والديني لا يجتمعان في بلادنا إلا في شخص أمير المؤمنين، وتوظيف خطاب أخلاقي لغايات سياسوية ضيقة في كل مناسبة ثقافية أو فنية أو دينية». وقال الفريق على لسان رئيسه أحمد التهامي: «لقد كنا ننتظر منكم موقفا حازما إزاء كل هذه الانزلاقات، ونخشى أن تكون الحزبوية والبحث عن حصر دائرة الخصوم هي التي دفعتكم إلى عدم إيلاء عناية لموضوع لم تندمل جروحه بعد». رد إخوان بنكيران لم يتأخر وكان بحجم الاتهامات الصادرة عن خصمه السياسي، إذ أبدى الحزب تخوفه على مستقبل البلاد، ومن «الرجوع بنا إلى حنين الحزب الوحيد أو المهمين»، معتبرا حزب «البام» مهددا للديمقراطية المغربية، ومتسائلا: «كيف تم تأسيس حزب جديد ثم استطاع في بضعة أشهر أن يغطي أكثر من أي حزب آخر الترشيحات المحلية ثم فاز بالمرتبة الأولى. ألم يكن ممكنا تفعيل مبدأ من أين لك هذا في السياسة كما ناديتم بتفعيله في الأموال منذ عقود؟. ولنفرض أننا تسامحنا مع ظاهرة قديمة جديدة في بلادنا كان لها ما يبررها، فكيف دخلت جهات إدارية مختلفة على الخط لمناصرة هذا الحزب ورأينا تحالفات تفكك وأخرى تقام وسمعنا عن الضغط على المستشارين ورؤساء الجماعات وتحريك الملفات، بل وصل الأمر إلى حد العبث، حيث تعرض وزير لتعسف السلطة الولائية بمنعه من الدخول إلى قاعة الانتخابات أربع مرات إلى أن أذعن ليتوج كل ذلك بفوز الحزب المذكور الذي يتنقل بين مساندة الأغلبية ومعارضتها كما يشاء برئاسة مجلس المستشارين في مشهد سوريالي لم يستطع أكبر المتتبعين لديمقراطيتنا تفسيره بطريقة منطقية. فمتى تيسر لمعارضة أن تغلب أغلبية إلا في هذه الديمقراطية العجيبة».