حاصر مواطنون بسيدي إفني، الجمعة المنصرم، 38 شاحنة ضخمة محملة بالأسماك أمام البوابة الرئيسية للميناء احتجاجا من التهميش الذي يعانونه، معتبرين أنهم أولى بالاستفادة من هذه الثروة السمكية التي يجهلون مصيرها. ونفذ الموطنون اعتصاما أمام الميناء ومنعوا الشاحنات من الخروج ومغادرة الأرصفة المخصصة لها داخل الميناء، كما تم قطع الطريق بالأحجار والعجلات المطاطية ونصب خيام أمام الميناء، مما نتج عنه، حسب مصادر من عين المكان، إتلاف أطنان من الأسماك بعد نفاد مخزون الثلج المتوفر، وإفراغ بعض المراكب لحمولتها، مما أدى إلى انتشار رائحة كريهة بمحيط الاحتجاج، وارتفاع الأصوات المنادية بتمكين أبناء المنطقة العاطلين من مناصب شغل داخل الميناء. وأفادت مصادر «المساء» بأن الاحتجاج بدأ بشكل عفوي مباشرة بعد إعلان المجلس البلدي لنتائج قرعة أجريت حول 8 مناصب شغل خاصة بأعوان النظافة، حيث انطلقت مسيرة عفوية من أمام المقر البلدي وسط المدينة واتجهت صوب الميناء دون سابق إنذار، ودون أن تعلن أية جهة مدنية مسؤوليتها عن تأطير المحتجين الغاضبين من التسويفات المتكررة للقائمين على الشأن المحلي بالمدينة والإقليم. وقدرت مصادر الخسائر التي تكبدها أصحاب الشاحنات بما يقرب من نصف مليار سنتيم، وذلك بعد فقدان الأمل في إيجاد حل سريع للأزمة يحول دون ضياع الثروة السمكية المصطادة، وتزويد الأسواق المحلية بحاجياتها من الأسماك، كما نفذ بعض أرباب الشركات المالكة للشاحنات المحاصرة اعتصاما مفتوحا أمام باشوية المدينة قبل أن يتراجعوا عن القرار تفاديا لاحتكاكات مباشرة مع الساكنة التي ينتظر التحاقها بجموع المعتصمين في حالة إصابتهم بأي مكروه.