اعتبر الدولي المغربي جواد زايري، لاعب نادي أولمبياكوس اليوناني لكرة القدم، أن عدم الاستقرار وغياب الحماس، كانا وراء إقصاء المنتخب الوطني، خلال التصفيات المزدوجة لكأسي العالم بجنوب إفريقيا وأمم إفريقيا بأنغولا، العام المقبلوأضاف أن هذان هما العنصران اللذان ساهما في تألق العناصر الوطنية خلال العام 2004 بتونس. وأوضح زايري في حوار مع موقع "أسود الأطلس" في نسخته الهولندية، أن المنتخب الوطني يمر حاليا بفترة صعبة، تتطلب الانطلاق من نقطة الصفر، وقال في هذا الصدد "عدت إلى حمل القميص الوطني في وقت كان المنتخب المغربي يواجه صعوبات كبيرة لتحقيق أهدافه المتعلقة بالدرجة الأولى بحجز بطاقة التأهل, وتعود هذه الصعوبة إلى عدم الاستقرار، وكذا غياب الحماس بعض الشيء... فعدم الاستقرار كان مشكلنا الكبير، لم نكن نتوفر على مجموعة بالمعنى الحقيقي للكلمة، ففي كل مرة كنا نجد أنفسنا أمام منتخب جديد، لننظر إلى المنتخب الجزائري، فهو يتوفر على مجموعة ملتحمة ومستقرة، تعمل بشكل جماعي، مكنت من حصول تقدم كبير على مستوى أداء المنتخب، والنتيجة الحالية خير دليل، وهو ما كنا عشناه في العام 2004، إذ في تلك الفترة كنا نشكل مجموعة متراصة الصفوف، كما أن الجميع كان واثقا في العمل الذي كان يقوم به الناخب الوطني، واللاعب محتاج للاستقرار ومدرب من هذه النوعية لكي يعطي كل ما في جعبته بنسبة مائة في المائة". ورفض زايري في الحوار ذاته، الحديث عن مسألة اختيار المدرب، معتبرا أن ذلك ليس من اختصاصه، قائلا "لست أنا من يتحدث عن هذا الجانب، ما أعرفه أن لكل مدرب أسلوبه في اللعب. ففي العام 2008، الجميع كان سعيدا بالتعاقد مع المدرب هنري ميشال، لكن نعرف ماذا حصل خلال نهائيات كأس إفريقيا بغانا، علينا أن نتخلى عن الأحكام المسبقة، فالعمل هو وحده الذي يحكم على أي مدرب... أعتقد أن مسيرة المنتخب المغربي دخلت مرحلة جديدة، وينبغي التفكير في تكوين منتخب شاب، ولديه الثقة في إمكانياته، ولي قناعة راسخة أن المنتخب الوطني يتوفر على عناصر من مستوى عال، الأمر الذي سيسمح لنا بتكوين منتخب قوي قادر على إعادة المنتخب إلى دائرة الأضواء". وتابع قائلا "الآن، يوجد رئيس جديد على رأس الجامعة الملكية المغربية، له طموحاته الخاصة، لهذا أتمنى أن يقدم على اختيار موفق بشأن اسم المدرب، الذي سيشرف على تداريب منتخبنا الوطني، يكون له ميل إلى العمل الجماعي". وأكد اللاعب السابق لفريق غانغامب وسوشو واتحاد جدة السعودي في الحوار ذاته، أن اللاعبين المغاربة الذين يتوفرون على الجنسية المزدوجة، لهم كامل الحرية في اختيار المنتخب الذي يرغبون في الدفاع عن ألوانه، وقال في هذا الإطار "أولا الاختيار يبقى مسألة شخصية، وبالتالي يجب احترام قراراتهم، من منطلق أننا نجهل الكثير من المعطيات عن حياتهم وتاريخهم، وكذا على أي أساس اتخذوا قرارهم، لهذا لا أرى أنه من حقنا مؤاخذاتهم على اختياراتهم"، وأضاف"بالنسبة إلي، اللعب لبلدي يعني الدفاع عن العلم الأحمر والنجمة الخضراء، لكن في غياب الثقة لا يمكن بتاتا الحصول على الأهداف المرسومة، التي تتطلب عملا كبيرا وشاقا في الآن نفسه، وفي حال ما إذا جرى تعيين ناخب يمنح الاستقرار للمجموعة الوطنية، فكل شيء سيسير نحو الأفضل، فاللاعبون من جهتهم لا يدخرون أي جهد من أجل تحقيق النتائج الإيجابية". وأكد زايري، بقاءه مع فريقه اليوناني، إلى حين انتهاء الموسم الحالي، قائلا "لن أرحل عن أولمبياكوس، وسيكون اهتمامي مركزا بالأساس على فريقي، إننا نطمح إلى الوصول إلى كافة أهدافنا، التتويج بلقب الدوري اليوناني الممتاز، والعمل ما أمكن على الظهور بصورة مشرفة في مسابقة عصبة الأبطال، بعد ذلك سأنظر في مستقبلي الكروي... أولمبياكوس يوجد حاليا ضمن فرق صدارة البطولة اليونانية، ومؤهل إلى دور ثمن نهائي عصبة الأبطال، وعلى العموم نتوفر على مجموعة قوية، واللاعبون لا يدخرون أي جهد لتقديم الأفضل، ومرتاح للأجواء السائدة بالفريق".