ارتفع عدد المدارس العمومية المغلقة في مدينة الدارالبيضاء، ليصل إلى 15 خمس عشرة مدرسة، يوجد عدد مهم منها في نيابات أنفا، والفداء مرس السلطان، وعين الشق، بالعاصمة الاقتصادية. تستغل المدارس المهجورة في أنشطة تربوية واجتماعية. (أرشيف) ومن بين هذه المدارس، وهي، في الغالب، مؤسسات للتعليم الابتدائي والإعدادي، مؤسسات عمر الخيام، والزيراوي، والكندي، وابن عباد، وحليمة السعدية، ومدرسة البشير، وأنقرة، وبن طوفيل. وأكدت مصادر "المغربية" بشأن الأخيرة، أنها فوتت فعلا، إلى جانب الإقامات السكنية المحاذية لها، إلى مستثمر خليجي، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى، تتوزع على باقي العمالات والمقاطعات. وحسب سعيد الرهوني، المكلف بالاتصال في وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، فإن حالات المؤسسات العمومية المغلقة على المستوى الوطني يبقى محدودا، وتحتفظ الوزارة بها، لتستغل في الأعمال الاجتماعية. ونفى الرهوني أن تكون المؤسسات التعليمية المغلقة فوتت إلى خواص، أو جرى بيعها إلى أحد الأشخاص. وقال، في اتصال مع "المغربية"، إن "عملية بيع المؤسسات التعليمية غير موجود نهائيا، وليس هناك أي مبرر لدى الوزارة لبيع أو تفويت أي مؤسسة تعليمية". وتلجأ الأكاديميات الجهوية للتعليم إلى إحالة تلاميذ المؤسسات العمومية، التي سيجري إغلاقها، على المدارس القريبة منها، في إطار ترشيد النفقات. وحسب خديجة بن الشويخ، مديرة الأكاديمية الجهوية للتعليم في الدارالبيضاء، فإن إغلاق المدارس، وإحالة التلاميذ على المؤسسات التعليمية القريبة منها، يندرج في إطار ضوابط التخطيط على المستوى الجهوي. وقالت بن الشويخ "إغلاق المدارس العمومية، في بعض الأقطاب السكنية، إجراء عادي، وله ما يبرره، فهو يدخل في إطار ترشيد الطاقات المادية والبشرية". وأضافت "لا يمكن أن نترك مؤسسة تعليمية بأكملها مفتوحة لتدريس 200 تلميذ فقط، ونوفر لهم الأطر التربوية والوسائل اللوجستيكية، بينما هناك مؤسسات أخرى في حاجة إلى هذه الأطر والوسائل". من جهته، اعتبر التكاني مصطفى، نائب نيابة التعليم أنفا، التي تحتضن أكبر عدد من المؤسسات المهجورة، على مستوى مدينة الدارالبيضاء، أن إغلاق هذه المؤسسات العمومية يبقى "إجراء عاديا، بحكم حركية التلاميذ والسكان، إذ أن هذه المدارس هُجرت، على حساب مؤسسات عمومية أخرى، توجد في هوامش المدن". وأوضح أن "ارتفاع عدد المؤسسات المغلقة في نيابة أنفا والفداء مرس السلطان يعود، بالخصوص، إلى حركية التلاميذ وانتقال عدد مهم من الأسر، التي كانت تعيش في أنفا ومرس السلطان، إلى العيش في أقطاب سكنية، توجد في هامش مدينة الدارالبيضاء". وأكد التكاني أن أغلب المؤسسات التعليمية المغلقة تستغل في أنشطة تربوية واجتماعية، كمحاربة الأمية، والهدر المدرسي، والدعم التربوي والعناية بالمعاقين، مشيرا إلى أن هناك جمعيات محلية تستغل هذا الفضاء لممارسة أنشطتها التربوية. وقال إن "هذه المدارس، في الواقع، غير مغلقة، ولم تفوت إلى أي أجنبي، بل يستفيد منها فاعلون جمعويون، لهم علاقة بالوسط التربوي". ولا تقتصر ظاهرة إغلاق المدارس على مدينة الدارالبيضاء، إذ كشف تقرير للجنة المالية بمجلس مدينة مراكش عن اقتراح، رفعته اللجنة في دورة فبراير الماضي، لشراء عقارات مؤسستين تعليميتين بالمدينة العتيقة بمراكش، ويتعلق الأمر بمدارس القنارية، وسيدي عبد العزيز، والمتنبي.