تختتم مساء اليوم (السبت)، بمدينة طنجة، فعاليات الدورة السابعة للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير، وهي الدورة التي تميزت بعرض 58 فيلما سينمائيا قصيرا، يمثلون 20 دولة من حوض البحر الأبيض المتوسط، من بينها المغرب.مدير المركز السينمائي مع الممثلين وعن الأفلام المعروضة، قال الناقد السينمائي المغربي الحبيب الناصري في حديث ل"المغربية"، إن التنوع الجغرافي على مستوى الدول المشاركة، أعطى المهرجان تنوعا على مستوى التيمات، سواء كانت ذات صبغة اجتماعية نفسية أو ذات أبعاد سياسية، إضافة إلى أبعاد ذات ارتباط بالمعيش اليومي، مثل الفيلم المغربي "ألو بيتزا" للمخرج مراد الخوضي، وأيضا الفيلم الأردني "29+1" للمخرجة دانة مرعي. وأضاف الناصري أن هذا التنوع في التيمات، ساهم في إغناء طبيعة الأفلام المتنافسة فيما بينها، مؤكدا أن الفيلم الذي يحكي بلغة سينمائية دالة وقوية هو الذي سيفوز بالجائزة، نظرا لطبيعة تشكيلة لجنة التحكيم، باعتبارها لجنة متمرسة، وبالتالي فالفصل سيكون على مستوى لغة حكي الصورة، وليس على مستوى الانجذاب المادي المرتبط بالمضمون. وعن مستوى المشاركة العربية، أعرب الناقد الناصري قائلا إنه "حينما ننظر إليها من الزاوية التقنية، فيمكن القول إننا بدأنا كعرب نتحكم في الكاميرا في أفق التعلم، كيفية الحكي بالكاميرا، باستعمال أدوات الصورة أكثر، وهذا هو الانطباع العام الذي يمكن قوله، انطلاقا من متابعتي للأفلام، سواء داخل هذا المهرجان، أو غيره من المهرجانات المغربية أو الأجنبية، لذا لم نعد كما كنا". وأوضح الناقد السينمائي أن مدة الأفلام المعروضة، التي كانت تتراوح مابين 6 دقائق و29 دقيقة، هو إكراه زمني في التعريف الأكاديمي للفيلم القصير، وهذا راجع إلى الاختلاف بين المدارس والمرجعيات الأكاديمية، التي تؤطر زمن الفيلم القصير، ولكن بالنسبة إليه، كلما كانت المدة الزمنية قصيرة وقصيرة جدا، كلما تمكن المخرج من التعبير بدقة، وتبيان إلى أي مدى يمتلك آليات الحكي، لأن قوة الفيلم القصير في قصر زمنه وفي كيفية معالجته للموضوع بلغة الصورة، أكثر من اعتماده على لغة المضامين. من جهته، أبرز الفنان المغربي طارق خلدي، أن هناك تباينا على مستوى الأعمال المعروضة، مشيرا ل"المغربية" إلى أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية تبقى عموما في المستوى، خاصة منها المغربية، التي تمكنت من خلالها لجنة الانتقاء الوطني من تحديد بعض معالم الفيلم القصير في المغرب، على اعتبار أنه نافذة أمام المخرجين لإبراز قدراتهم الفنية، خاصة الإخراجية منها، بالإضافة إلى تمكن مجموعة من الممثلين من تمرير مجموعة من الخطابات في وقت وجيز. ويشكل هذا التباين في مستوى الأعمال، يضيف خلدي، مناسبة لتقييم حصيلة هذه الأفلام، وكذا إبراز مجموعة من الملاحظات التي يمكن تجنبها في أعمال مقبلة، خاصة في ظل التكاثر الملحوظ، الذي أضحى يعرفه الفيلم القصير في مختلف أنحاء العالم، بما فيها المغرب. يذكر أن طنجة ستودع نجماتها الثلاث (الجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم، وخاصة جائزة أحسن سيناريو) في انتظار نجمات أخرى للتنافس عليها السنة المقبلة، في الدورة الثامنة للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير.