بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة الى العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية, وذلك بمناسبة ذكراها الأربعين . وأعرب جلالة الملك في هذه البرقية عن أحر تهانئه القلبية وأصدق متمنياته بموفور الصحة وسابغ السعادة وطول العمر للعقيد معمر القذافي, ولأسرته الموقرة بدوام الهناء, وللشعب الليبي الشقيق باطراد التقدم والرخاء في ظل قيادته الرشيدة. وأشاد جلالة الملك بهذه المناسبة بما حققه قائد الثورة للشعب الليبي الشقيق, بفضل حكمته وحنكته وبعد نظره, من مكاسب ومنجزات هامة على درب التقدم والازدهار والنهضة التنموية الشاملة, ومن حضور وازن وفاعل على مختلف المستويات إقليميا وقاريا ودوليا. وقال جلالة الملك " كما أعرب لفخامتكم عن اعتزازي العميق بما يربطنا شخصيا من وشائج الأخوة الصادقة والتفاهم الودي والتشاور المثمر والموصول بخصوص مختلف القضايا الثنائية والجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك, وعن ارتياحي الكبير لما يجمع بلدينا الشقيقين من علاقات الإخاء التاريخي والتضامن الفاعل والتعاون المثمر في مختلف المجالات". ومن هذا المنطلق - يضيف جلالة الملك - , وسيرا على المعهود في المملكة المغربية, ملكا وشعبا, من ابتهاج واعتزاز بمشاركة فخامتكم والشعب الليبي الأصيل أفراحكم بهذه المناسبة المجيدة, قررت أن أوفد لدى فخامتكم وفدا رفيع المستوى لتمثيل جلالتنا برئاسة الأستاذ عباس الفاسي الوزير الأول في حكومة جلالتنا, وعضوية السيدين امحند العنصر وزير الدولة, والطيب الفاسي الفهري وزيرنا في الشؤون الخارجية والتعاون". وتابع جلالته في هذه البرقية "وقد كلفته بأن ينقل إليكم, فخامة القائد وأخي المبجل, أزكى تحياتي ومشاعر المودة الصادقة والتقدير الكبير الذي أكنه لشخصكم الشهم الكريم, وتطلعي دوما إلى اللقاء بكم للاستنارة بسديد آرائكم والإفادة من حكمتكم " . وأعرب جلالة الملك في هذا السياق عن استعداد جلالته " لمواصلة العمل سويا معكم من أجل تعزيز علاقاتنا الثنائية المتميزة والرقي بها إلى مستوى شراكة نموذجية تشكل دعامة أساسية لبناء اتحاد مغربنا العربي على أسس متينة وسليمة قائمة على روابط الأخوة وحسن الجوار لتحقيق تطلعات شعوبنا الشقيقة إلى الوحدة والتضامن والتكامل والاندماج ". وعبر صاحب الجلالة للقائد معمر القذافي عن تقدير جلالته البالغ لمواقفه الوحدوية المشهود لها بالريادة والنابعة من ثاقب نظره وحرصه على احترام الثوابت والخصوصيات الوطنية للدول المغاربية الخمس وكذا لمبادراته الخيرة ومساعيه المحمودة لدعم السلام والاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية. وجدد جلالة الملك التعبير عن أحر تهانئه للعقيد معمر القدافي سائلا العلي القدير أن يلهمه موصول التوفيق والسداد في قيادته النيرة للشعب الليبي الشقيق وأن يديمه قائدا ملهما لمسيراته التنموية والوحدوية وأن يحقق به وعلى يديه مايتطلع إليه من اطراد التقدم والازدهار والعزة والفخار.