أفاد رئيس غرفة التجارة والصناعة والملاحة في مدينة اشبيلية الإسبانية، فرانسيسكو هيريرو، في تصريحات للصحافة الإسبانية، أن المغرب أصبح يعتبر، في السنوات الأخيرة، "وجهة مهمة للغاية" بالنسبة إلى الشركات الإشبيلية. منظر من مدينة اشبيلية الإسبانية وأضاف المسؤول الإسباني أنه، ومنذ الربع الأول من السنة الجارية، ارتفعت مبيعات الشركات الإشبيلية في اتجاه المغرب بنسبة تصل إلى 10 في المائة، وطالب، في الوقت ذاته، بخلق خطوط مباشرة للملاحة الجوية وخطوط تجارية عادية تربط بين مدينة إشبيلية ومدن مغربية. وفي حوار أجرته معه وكالة الأنباء الإسبانية "إيروبا بريس"، أوضح رئيس غرفة التجارة والصناعة والملاحة في مدينة إشبيلية أن مبيعات الشركات الإشبيلية إلى المغرب ازدادت أخيرا، موضحا أن الشركات الإسبانية الأخرى سجلت زيادة في مبيعاتها إلى الجار الجنوبي بنسبة تصل إلى 16.37 في المائة، بينما سجلت الشركات التابعة للحكومة المستقلة لإقليم الأندلس زيادة 13،38 في المائة. وأضاف المسؤول الإسباني أن هذه الأرقام "توضح بشكل جلي أن الجار الجنوبي بات يشكل سوقا مهما للشركات الإسبانية عموما، وإشبيلية تحتل أول رتبة بين المناطق الإسبانية التي تصدر نحو المغرب، الذي يعرف اقتصاده نموا ملحوظا". وذكر فرانسيسكو هيريرو بأنه في النصف الأول من السنة الجارية قام رجال الأعمال التابعين لغرفة التجارة والصناعة والملاحة في مدينة إشبيلية، بعدة بعثات اقتصادية إلى المغرب، بالإضافة إلى تنظيم ستة لقاءات عمل في البلد، ما يبرهن على اهتمام رجال أعمال المنطقة بدعم العلاقات الاقتصادية مع الجار الجنوبي. وأفاد المسؤول الإسباني أنه نظرا لهذا الاهتمام المتزايد نحو السوق المغربي، بات ضروريا خلق خطوط مباشرة بين مطار اشبيلية في اتجاه المدن الرئيسية المغربية، لتقوية العلاقات الاقتصادية بين الطرفين. وأضاف بالمناسبة أن شركة الطيران البريطانية المنخفضة التكلفة "راياناير" فتحت، في الأشهر القليلة الماضية، خطوطا جوية تربط بين بين مطار "سان بابلو" في إشبيلية ومطارات فاس ومراكش، ما يمكن أن يساعد على تقوية العلاقات الاقتصادية بين الطرفين. وأضاف أن "المغرب بات يظهر كسوق مهم يجتذب الشركات في اشبيلية"، مؤكدا أنه في "المستقبل ستستمر العلاقات التجارية الثنائية في النمو". ولهذا الغرض، أوضح المسؤول الإسباني، افتتحت غرفة التجارة والصناعة والملاحة في مدينة اشبيلية "قناة للغرفة" في مدينة طنجة، ونظرا للأهمية الاقتصادية التي تشكلها مدينة الدارالبيضاء بالنسبة إلى الاقتصاد المغربي، تدرس الغرفة حاليا إمكانية إنشاء قناة ثانية لها في هذه المدينة، "لأن واحدا من الأهداف التي وضعتها الغرفة" هو تعزيز الخطوط التجارية العادية مع هذين المدينتين، اللتين تعرفان نموا اقتصاديا مهما. ويشار إلى أن ما يشجع الشركات الإشبيلية لدعم علاقاتها الاقتصادية مع المغرب هو انفتاح الاقتصاد الوطني واعتماده إستراتيجية قطاعية تتلاءم والاقتصاد العالمي، الأمر الذي يفسر الحضور المتزايد بقوة للمقاولات الإسبانية بالمغرب، إذ أن إسبانيا تعد حاليا الشريك الاقتصادي الثاني للمملكة.