يتجه فرديناند ماركوس الابن إلى تحقيق فوز كاسح في انتخابات الرئاسة الفلبينية بنحو ضعفي أصوات أقرب منافسيه، مما يضع نجل رئيس الفلبين الراحل فرديناند ماركوس على أعتاب عودة سياسية تاريخية. وأظهرت إحصاءات غير رسمية للجنة الانتخابات أن ماركوس الابن (64 عاما) يقترب من اجتياز حد 27.5 مليون صوت المطلوب لضمان الأغلبية في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى منذ نهاية حكم والده الذي امتد بين عامي 1965-1986. ويجعل تقدم فرديناند (بونغ بونغ) ماركوس الابن من شبه المؤكد عودة عائلة ماركوس إلى السلطة، بعد 36 عاما من خروجها من الفلبين إلى المنفى في الولاياتالمتحدة، بعد الإطاحة بوالده في انتفاضة "سلطة الشعب" عام 1986، وسمح لها بالعودة مرة أخرى عام 1992 بعد وفاة والده ب3 سنوات في هاواي، ومنذ ذلك الحين أصبحت قوة مؤثرة في السياسة، واحتفظت بنفوذها وثروة هائلة وعلاقات واسعة النطاق. وفقا للإحصاءات غير الرسمية للجنة الانتخابات، فقد حصل ماركوس الابن على 26.3 مليون صوت، مقارنة مع 12.5 مليون صوت حصلت عليها ليني روبريدو نائبة رئيس الفلبين، بعد فرز 81.8%من الأصوات المؤهلة. وشغل ماركوس الابن منصب حاكم إقليم وعضو في الكونغرس وعضو في مجلس الشيوخ، كما أن شقيقته إيمي عضو في مجلس الشيوخ حاليا، وشغلت والدته إيميلدا عضوية مجلس النواب ل4 فترات. يذكر أن 10 مرشحين يتنافسون على خلافة الرئيس المنتهية ولايته، رودريغو دوتيرتي، أبرزهم ماركوس الابن، وليني روبريدو نائبة الرئيس المنتهية ولايته، وبطل الملاكمة السيناتور ماني باكياو. كما يجري خلال الانتخابات، أيضا، اختيار نائب الرئيس، ونواب البرلمان، ونصف أعضاء مجلس الشيوخ، وحكام المقاطعات ال81. وإذا تأكدت هذه النتائج، سيصبح ماركوس الابن أول رئيس في تاريخ الديمقراطية الفلبينية يتم انتخابه بالأغلبية المطلقة، ويكفيه خلال هذا الاقتراع دورة واحدة، وعادة ما يحسم الفلبينيون خيارهم بناء على شخصية المرشح وليس على سياسته، كما تواجه الانتخابات بشكل متكرر مشكلة شراء الأصوات وترهيب الناخبين. وكانت استطلاعات الرأي توقعت أن يحقق ماركوس الابن فوزا ساحقا بعد حملة انتخابية اتسمت بنشر معلومات مضللة، حسب ما يقول منتقدوه؛ فلسنوات غزت حسابات موالية لماركوس الابن مواقع التواصل الاجتماعي، وصورت الحقبة التي حكم فيها والده البلاد لمدة 20 عاما للشباب الفلبيني على أنها فترة ذهبية عمها السلام والازدهار، متجاهلين توقيف آلاف المعارضين الذين تعرضوا للقتل والتعذيب، وحتى ملايير الدولارات التي جمعتها أسرته من خزائن الدولة لإثرائها الشخصي. يذكر أن الحملة الانتخابية لماركوس الابن -الذي باتت عودته شبه مؤكدة إلى قصر مالاكانانغ الرئاسي في مانيلا- باهتة ولقي صعوبة في تعبئة مناصريه، وجذب حشودا أقل من منافسته ليني روبريدو. كما لم يشارك في أي مناظرات تلفزيونية، ولم يظهر في وسائل الإعلام إلا قليلا خلال حملته الانتخابية، لكنه عقد تحالفات مع كتل سياسية كانت كافية للسماح له بالفوز، وعلى وجه الخصوص تحالفه مع سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي، التي يتوقع أن تفوز بانتخابات نائبة الرئيس التي جرت بشكل منفصل أول أمس الاثنين. وقال ماركوس لمؤيديه -في تصريحات بُثت عبر فيسبوك- "آمل ألا تملوا من الوثوق بنا"، وأضاف "لدينا كثير من الأشياء التي نود أن نفعلها"، كما تعهد بإعادة "وحدة" البلاد خلال فترة ولايته التي ستستمر لمدة 6 سنوات. يذكر أن يوم الانتخابات شهد أعمال عنف حيث لقي 4 أشخاص على الأقل حتفهم في هجمات على مراكز اقتراع، حسب الشرطة، في حين أصيب 9 أشخاص في انفجار قنبلة يدوية أمام مركز اقتراع مساء الأحد الماضي.