دعت منظمة الصحة العالمية إلى الابتكار والاستثمار في أساليب جديدة من أجل تسريع وتيرة التقدم في مكافحة الملاريا. وأوضحت أنها ستركز في يوم الملاريا العالمي الذي يصادف 25 أبريل من كل سنة على شعار " تسخير الابتكار لتقليل عبء مرض الملاريا وإنقاذ الأرواح"، مبرزة أنه بالرغم من التقدم المطرد في خفض العبء العالمي للملاريا بين عامي 2000 و2015، فقد تباطأ التقدم أو توقف في السنوات الأخيرة، لاسيما في البلدان ذات العبء الثقيل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأكدت المنظمة، في بيان بالمناسبة، أن هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة ومتضافرة لإعادة العالم إلى مساره نحو تحقيق أهداف عام 2030 لاستراتيجية منظمة الصحة العالمية لمكافحة الملاريا، مضيفة أن الملاريا ورغم كونه مرضا يمكن الوقاية منه وعلاجه، إلا أنه لا يزال له تأثير مدمر على الصحة والعيش في جميع أنحاء العالم. وأشارت إلى أنه في العام 2020، كان هناك ما يقدر بنحو 241 مليون حالة ملاريا جديدة و627 ألف حالة وفاة مرتبطة بالملاريا في 85 دولة، وأن أكثر من ثلثي الوفيات مسجلة بين الأطفال دون سن الخامسة ويعيشون في الإقليم الإفريقي لمنظمة الصحة العالمية. وفي السنوات الأخيرة، عمل الباحثون على تطوير أدوات وتقنيات جديدة في مجال مكافحة ناقلات الملاريا لتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة المرض، مثل الأنواع الجديدة من الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، ومبيدات البعوض المكانية. وقد نشرت منظمة الصحة العالمية أول توصية في أكتوبر 2021 بأخذ لقاح الملاريا S/ RTS، والتي تدعو إلى استخدام اللقاح على نطاق أوسع بين الأطفال الذين يعيشون في مناطق متوسطة إلى عالية الخطورة بسبب الملاريا المتصورة المنجلية. وكشفت المنظمة أن أكثر من مليون طفل في غانا وكينيا وملاوي، تلقوا جرعة واحدة أو أكثر من لقاح الملاريا الأول في العالم، وذلك بفضل برنامج تجريبي نسقته المنظمة. وأظهرت التجارب الأولية للقاح الملاريا، التي أطلقتها حكومة ملاوي لأول مرة في أبريل 2019، أن لقاح الملاريا آمن، وأنه يقلل بشكل كبير من الملاريا شديدة الفتك. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن اللقاح يمكن أن ينقذ سنويا حياة ما بين 40 إلى 80 ألف طفل في إفريقيا، إذا تم طرحه على نطاق واسع، معتبرة أن لقاح الملاريا هو خطوة كبيرة إلى الأمام لمكافحة الملاريا ولتحقيق العدالة الصحية.