مازالت واحات الجنوب تلتهمها الحرائق وتؤثر سلبا على محصول التمر من جهة والزراعات المعيشة، ومن جهة أخرى على صحة الإنسان، إذ اندلع حريق من جديد، الاثنين، بغابة قصور المعاضيد التابعة ترابيا لإقليم الرشيدية. وحسب مصدر «الصحراء المغربية»، فإن سكان الواحات تجندوا من أجل إخماد نيران الحريق الذي وصف ب»المهول»، وأتى على عدد كبير من أشجار النخيل. وأضاف المصدر أنه بمجرد اندلاع الحريق جرى إخبار السلطات المعنية ورجال المطافئ من أجل إخماد ألسنة النيران الملتهبة، مشيرا إلى أن الحريق الذي مازالت أسبابه مجهولة لم يخلف خسائر في الأرواح، بل كبد الفلاحين مبالغ مالية قدرت بالملايير. وعزا محمد بنعبو، الخبير البيئي، متخصص في المناخ والتنمية المستدامة، أسباب الحريق، إلى أن المنظومات البيئية تعاني في صمت في مواجهة ظاهرة تغير المناخ، وفي مقدمتها واحات المغرب، التي يقول رغم التحسيس والتوعية في صفوف السكان المجاورين والمشاريع الهيكلية التي تهدف إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي اللامادي لازالت تشب بها الحرائق من حين إلى آخر . وأكد بنعبو أن ما وقع بواحات الرشيدية خير مثال على ما تعانيه هذه المنظومات في تحد صارخ للتدخل البشري الذي يزيد من الطين بلة حيث تكرار سيناريو الحرائق نفسه بالواحات بجهة درعة تافيلالت في السنوات الأخيرة. من جانب آخر، قال عبد الحق بوحمي، رئيس جمعية «تعليت» للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بزاكورة، إنه من خلال دراسة ميدانية أنجزها فريق بحث عن الحرائق بواحات الجنوب، تبين أن الأسباب من وراء الحرائق، طبيعية منها ارتفاع درجة الحرارة، وأخرى لها علاقة بالإنسان والإهمال والتصرفات «الطائشة». وبالنسبة للعامل المتعلق بالطبيعة أكد بوحمي، أن المنطقة بسبب تأثير تغير المناخ تعاني من موجات الجفاف وندرة المياه، ما يؤثر سلبا على أشجار النخيل، مشيرا إلى أن شباب المنطقة لم يعد لديهم ارتباط وثيق بالأرض اقتداء بأجدادهم وأبائهم الذين كانوا يحافظون على الواحة من كل الأضرار. يذكر أن غابة واحة زيز شهدت بدورها خلال السنوات الأخيرة، عدة حرائق وآخرها حريق شب في واحة زاوية أملكيس، ثم حريق آخر في الواحة هو حريق غابة القصر الجديد التابع لجماعة أوفوس الصيف الماضي، الذي دمر عشرة كيلومترات من واحات النخيل. وشهدت واحة "أولاد شاكر"، بجماعة "أوفوسكما « حرائق مماثلة في غشت الماضي، حيث التهمت النيران أزيد من عشرة كيلومترات من النخيل، وخلفت خسائر في المحاصيل، حيث تدخلت طائرات كنادير التابعة للقوات المسلحة الملكية لإخماد الحرائق.