رفعت إسبانيا من وارداتها من الطماطم المغربية خلال الموسم المنصرم بشكل غير مسبوق، وبأسعار تعتبر الأغلى منذ ثماني سنوات، وفق إحصاءات وتحليلات لمواقع إخبارية إسبانية متخصصة في مجال الاقتصاد. فقد كشف موقع Fresh plaza المتخصص في الشؤون الفلاحية، أول أمس الاثنين، أن إسبانيا رفعت في السنوات الثمانية الماضية وارداتها من الطماطم المغربية بنسبة 347.84 في المائة، في الوقت الذي لم تتعد هذه الواردات سنة 2014، قرابة 18 مليون كيلوغرام، في حين تجاوزت العام الماضي 80 مليون كيلوغرام. وصاحب هذا الارتفاع في طلب الطماطم المغربية زيادة ملحوظة في أسعارها، إذ ترك مجموع هذه الواردات في خزينة المملكة ما قيمته 13.71 مليون أورو سنة 2014، لينتقل العام الماضي إلى 83.2 مليون أورو. وأوضح المصدر ذاته أن السعر الذي دفعته إسبانيا للمغرب مقابل الطماطم، ارتفع في هذه الحالة ب 35.53 في المائة، مشيرا إلى أنه إذا كان متوسط السعر الذي دفعه المستوردون الإسبان مقابل الطماطم المغربية سنة 2014 بلغ 0.76 أورو للكيلوغرام الواحد، فإن هذا السعر ارتفع سنة 2021 إلى 1.03 أورو للكيلوغرام الواحد، وهو أعلى سعر خلال الفترة التي تم تحليلها بالكامل، وفق بيانات "Hortoinfo"، التي تستند إلى معطيات من وزارة التجارة الإسبانية. ولا تخفي هذه الأرقام قلق العديد من المزارعين الإسبان، الذين طالبوا العام الماضي توضيحات من المفوضية الأوروبية حول هذه الزيادة. ويحاول هؤلاء، منذ سنوات، التأثير على المفوضية الأوروبية لفرض عقوبات على الطماطم المغربية، بدعوى أنها تدخل إلى الأسواق الأوروبية بكميات أكبر من المسموح من طرف دول الاتحاد الأوروبي. وكانت الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للخضر والفواكه، أكدت أن المنتجات الزراعية المغربية ومنها الطماطم وصلت إلى هذا المستوى العالمي بفضل توفرها على جودة عالية يجعلها تحظى بتفضيل من طرف المستوردين في أوروبا وباقي دول العالم. وفي الصدد ذاته، كشفت مصادر رسمية هولندية، تناقلتها صحف إسبانية، عن تراجع استيراد الطماطم الإسبانية سنويا لصالح الطماطم المغربية، التي أصبحت تنافس بقوة نظيرتها الإسبانية، من ناحية الجودة والأسعار.